آخر تحديث في فبراير 6, 2024
لا يقتصر التداول الناجح على اتخاذ الخطوات الصحيحة في الوقت المناسب فحسب، بل يتضمن أيضًا التفكير في القرارات السابقة. تعتبر مراجعة الصفقات ركنًا أساسيًا في عملية التعلم. ومن خلال الفحص المستمر للصفقات السابقة، يمكنك استخراج رؤى قيمة، وتحسين استراتيجياتك، وتعزيز فرص نجاحك في المستقبل.
تستكشف هذه المقالة الدور المهم لمراجعة الصفقات في تحقيق النجاح المستمر في التداول، وتشرح كيفية إجراء هذه الممارسة لأجل اتخاذ قرارات مستنيرة.
ما معنى مراجعة الصفقات؟
مراجعة الصفقة هو فحص منهجي أو تغذية راجعة حول صفقة محددة أو سلسلة من الصفقات. ويقوم بشكل أساسي على استخلاص المعلومات من القرارات المتخذة قبل وأثناء وبعد الصفقة لفهم العوامل التي أثرت على النتيجة.
عندما تتداول، فإنك تركز على حرارة اللحظة، وتتخذ قرارات فورية. مراجعة الصفقات لا تتوقف فقط حول تحليل النتائج فحسب، بل تشمل أيضًا الإجراءات التي أدت إليها. وبعد الانتهاء فقط يمكنك مراجعة أدائك وتحديد التحسينات والتركيز على عمليات التفكير وراء نتائج معينة.
وهذه العقلية ضرورية بالنظر إلى رأس المال المعرض للخطر. تساعد المراجعات على تحديد المجالات التي يجب تحسينها، وتوفير أرضية للتعلم من النجاح السابق، وتجنب تكرار الأخطاء.
ما الذي يجب أن تتضمنه المراجعة الشاملة للصفقات؟
يجب أن تتضمن المراجعة الفعالة للصفقات ما يلي:
- تحليل إعدادك للصفقة — راجع ظروف السوق والمعايير المحددة التي قادتك إلى بدء الصفقة. يمكن أن يوفر فهمك للظروف التي أثرت على قرار التداول يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة حول مدى صحته.
- تنفيذ الصفقات — ركز على طريقة اجراء الصفقة. هل التزمت بنقاط الدخول والخروج المخطط لها؟ هل كان هناك انحراف عن خطة التداول؟ إذا كانت الإجابة نعم، لماذا؟ إن الخوض في هذه الأسئلة يمكن أن يسلط الضوء على النقاط الفنية والنفسية التي تحتاج إلى تحسين.
- تحليل النتائج — بغض النظر عن ربحية الصفقة، فإن فهم أسباب نتائجها أمر شديد الأهمية. هل النتيجة جاءت بسبب استراتيجية سليمة أم مجرد حظ أو تقلبات غير متوقعة في السوق؟ من المهم ربط القرارات المتخذة بالنتائج التي أسفرت عنها.
- العوامل النفسية — يتشابك التداول مع علم النفس والاستراتيجية. فكر في العواطف والعقلية التي كانت سائدة أثناء صفقتك. هل تسلل الذعر أو الثقة المفرطة أو الشك إلى نفسيتك؟ يمكن أن يساعد معالجة العناصر النفسية في ضمان الاستقرار العاطفي في الصفقات اللاحقة.
فوائد مراجعة الصفقات
تعمل مراجعة الصفقات على استخلاص الأفكار من تجارب التداول الخاصة بك. وهي تمثل استثمارًا ذاتيًا كبيرًا للمتداولين. عند اعتماد هذه الممارسة الفعالة باستمرار، سيساهم هذا في أن تكون كل صفقة لديك، سواء كانت رابحة أو خاسرة، هي بمثابة منصة للنمو والتحسين.
يمكن للمتداولين تعزيز العديد من الجوانب الهامة من خلال المراجعة الفعالة للصفقات:
1. تحسين استراتيجيات التداول
عن طريق إعادة النظر في تداولاتك بانتظام، يمكنك معرفة الاستراتيجيات التي تؤتي ثمارها باستمرار وأيها تتعثر. يعمل هذا التقييم المستمر على تحسين أساليبك، مما يتيح لك تحديد أولويات الاستراتيجيات الأكثر فعالية مع التخلص من الاستراتيجيات الأقل كفاءة أو تعديلها.
2. تعزيز الانضباط العاطفي
يرتبط التداول ارتباطًا وثيقًا بعلم النفس البشري. قد يستسلم العديد من المتداولين لردود الفعل العاطفية الناتجة عن الخوف والجشع، وكلاهما يؤثر بشكل ملحوظ على نتيجة الصفقات. تسهل مراجعة الصفقات الروتينية تحديد هذه المزالق العاطفية، مما يمهد الطريق للتحايل عليها في الصفقات اللاحقة.
3. تعزيز الاتساق
تساعد المراجعة المتعمقة لصفقاتك على إرشادك إلى إجراءاتك المعمول بها، وتعزيز السلوك المتسق. وهذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح المستدام في بيئة التداول المتقلبة، مما يضمن أنه لا الرضا عن الذات ولا اليأس يمنعانك من تقييم نتائج تداولك باستمرار.
4. تعزيز إدارة المخاطر
تقدم مراجعات التداول رؤى حول عاداتك في إدارة المخاطر. ومن خلال فحص صفقاتك بعد انقضائها، يمكنك تحديد ما إذا كنت تتحمل عادة مخاطر مفرطة أو ربما تخطئ بدافع الحذر. متسلحًا بهذه الرؤية، يمكنك تكييف استراتيجيتك لتتماشى مع مستوى المخاطرة الذي ترغب بتحمله.
كيفية المراجعة الصحيحة للصفقات
ادراكك لقيمة مراجعة صفقاتك هو جوهر الأمر. فيما يلي دليل موجز حول كيفية تنفيذ هذه الممارسة بمهارة:
قم بتسجيل صفقاتك
الاحتفاظ بدفتر يوميات التداول هو أمر ضروري لكل متداول يسعى للنجاح. يتيح لك هذا السجل الشامل حفظ تفاصيل صفقاتك لأجل تحليلها فيما بعد.
#الصفقة | تاريخ الدخول | تاريخ الخروج | الرمز | نوع الصفقة | سعر الدخول | حجم المركز | القيمة الاسمية | إيقاف الخسارة | جني الربح | سعر الخروج | الرسوم | الأرباح والخسائر | الأرباح والخسائر % | ملحوظة |
مثال رقم (1) | 22/11/2020 | 25/11/2020 | BTC/USDT | شراء | $17,880.00 | 0.057 | $1,019.16 | $17,440.00 | $19,200.00 | $19,214.00 | $2.04 | $74.00 | 7.46% | |
مثال رقم (2) | 27/11/2020 | 2/12/2020 | BTC/USDT | بيع | $19,300.00 | 0.035 | $675.50 | $19,617.00 | $18,360.00 | $18,354.00 | $1.35 | $31.76 | 4.90% |
من المهم التعمق فيما هو أبعد من مجرد قراءة الأرباح والخسائر، والبحث عن الأسباب الكامنة وراءها.
- هل دفعك الخوف إلى إغلاق الصفقة مبكرًا؟
- هل تركت الصفقة مفتوحة لفترة أطول دون مبرر أو بسبب المبالغة في التفاؤل؟
- هل أثرت أحداث خارجية، مثل الأخبار العاجلة، على قرارك؟
النظر في مثل هذه التفاصيل سيكشف لك عن أنماط النجاح إن وجدت والنقاط التي تحتاج إلى تحسين. وهذا يحول تداولك إلى رحلة تعليمية مستمرة، ويقدم لك باستمرار رؤى ثمينة تعزز من صناعتك لقرارات مستنيرة.
مقال ذو صلة: ما هو أفضل سجل يوميات تداول؟ أفضل 5 سجلات تداول مجانية ومدفوعة
جمع وتحليل بيانات التداول
تعتمد فعالية مراجعة صفقتك على جودة وحجم البيانات التي تجمعها. تزودك بيانات التداول الشاملة بمدخلات أساسية للتحليل، مما يزيد من وضوح وعمق رؤيتك. يجب أن تتضمن بيانات التداول ما يلي:
- نقاط الدخول والخروج — قم بتسجيل سعر دخولك وخروجك الدقيق من الصفقة. تعتبر مثل هذه البيانات محورية لقياس الربحية وتمييز خيارات التوقيت.
- الحجم أو حجم اللوت — دوّن عدد الوحدات أو الأسهم أو العقود المتداولة. يساعد هذا في تقييم مقدار المخاطر والتعرض المحتمل لمركزك.
- نسبة المخاطرة/العائد — توضح الجانب السلبي المحتمل (المخاطرة) مقارنة بالجانب الصعودي المتوقع (المكافأة) لكل صفقة.
- مدة التداول — يمكن أن تؤثر المدة، سواء كانت تمتد لبضع دقائق أو عدة أيام، على النتيجة وهذا يستدعي الاهتمام.
- ظروف السوق — سجل أحداث أو ظروف السوق السائدة أثناء التداول. هل كانت الأسواق في حالة اضطراب بسبب بعض الأخبار العاجلة مثلا؟ هل كان هناك مسار تصاعدي أو هبوطي سائد؟
من الضروري الحفاظ على الاتساق في جمع البيانات. بمرور الوقت، سيمكنك هذا المستودع المعلوماتي الشامل من تمييز الأنماط الناجحة عن الفاشلة وتحسين أسلوبك في التداول.
تحليل الصفقات
بعد تسجيل معلومات صفقاتك بعناية، حوّل انتباهك إلى تمييز الفروق الدقيقة في هذه الأنشطة. في حين أن منهجيات تحليل الصفقة يمكن أن تختلف بين المتداولين، إلا أنها تشترك عادة في بعض الخطوات الشائعة، منها:
تحليل الصفقات الناجحة
ابدأ بتحديد محددات يوم التداول الناجح. هل تم تنظيم إعداد التداول بشكل جيد؟ هل كان توقيتك ممتازًا؟ هل مثلا كانت ظروف السوق هي المفضلة لديك؟
ادرس توقيتات صفقتك: متى دخلت وخرجت من صفقتك؟ هل ساهم اختيارك لتوقيت محددة في زيادة أرباحك؟ قد يكون استيعابك لكيفية اختيار التوقيت الذي يلائمك أكثر نقطة تحول بالنسبة لصفقاتك المستقبلية.
انتبه إلى الاستراتيجيات والقرارات الناجحة وحاول دمجها في الصفقات المستقبلية. تذكر أن الاتساق في تطبيق التكتيكات الناجحة سيعزز أداءك في التداول بشكل عام.
تعلم من الصفقات غير الناجحة
هنا، ستحتاج إلى تحديد المخاطر التي أدت إلى خسارة صفقاتك. والتي تشمل ما يلي:
- سوء إدارة المخاطر — هل كنت مقامرًا أكثر من كونك حكيماً؟ قد يؤدي الإفراط في استخدام الرافعة المالية مثلا، إلى انتكاسات كبيرة، حتى لو كان اتجاه التداول مواتيًا.
- القرارات العاطفية — هل كانت عواطفك هي ما يحرك استراتيجية التداول الخاصة بك؟ على سبيل المثال، شهدت فقاعة الدوت كوم قيام العديد من المتداولين بشراء أسهم التكنولوجيا باهظة الثمن دون إجراء أبحاث كافية، مما أدى إلى خسائر هائلة.
- إشارات السوق الخاطئة — هل أسأت تفسير إشارات هامة بشأن حالة السوق أو تغاضيت عنها؟ على سبيل المثال، كان الانهيار المالي في عام 2008 بمثابة تذكير صارخ بالنتائج الكارثية المترتبة على إهمال مؤشرات السوق الصارخة.
بعد اكتشاف العوامل المسببة لخسارة الصفقات، حاول تجنب مثل هذه الأخطاء في المستقبل. بدلاً من اعتبار الصفقات غير الناجحة مجرد إخفاقات، اعتبرها دروسًا غالية الثمن. حيث أن كل خطوة خاطئة تسلط الضوء على التحسينات التي تحتاج اجراءها، مما يحولك تدريجياً إلى متداول أكثر كفاءة.
ترجمة الدروس إلى أفعال
عند تحليلك لكل من الانتصارات والهزائم، يظل الهدف الرئيسي هو النمو المستدام والمتسق. وهذا يعني أن عليك تطبيق ما تعلمته من مراجعتك للصفقات.
قم بإجراء تغييرات متكررة على خطة التداول الخاصة بك بناءً على الأنماط والرؤى التي تكتشفها. على سبيل المثال، إذا لاحظت أن إشارة سوق معينة تؤدي باستمرار إلى صفقات مربحة، فامنحها وزنًا أكبر في القرارات المستقبلية لديك.
بالطبع، قبل تطبيق أي تغييرات على الصفقات الحقيقية، فكر في تجربتها واختبارها في بيئة تداول محاكاة للتحقق من صحة الاستراتيجيات الجديدة دون المخاطرة بأموال حقيقية.
يدعو العديد من كبار المتداولين إلى “التداول بالمحاكاة” قبل البدء بالتداول الحقيقي. على سبيل المثال، غالبًا ما يشير تيموثي سايكس، متداول الأسهم الشهير، إلى دور محاكاة التداول في تحسين استراتيجياته ومساعدته على تحقيق النجاح في بداية حياته المهنية.
وأخيرًا، ابقَ على قمة لعبتك. الأسواق لا تتوقف عن التطور، وكذلك يجب أن تكون استراتيجياتك. ثقف نفسك بانتظام حول ديناميكيات السوق أو أدوات التداول الجديدة أو تكتيكات التداول الجديدة. سيساعد ذلك في تحسين أسلوب التداول الخاص بك بناءً على أحدث البيانات.
الخلاصة
مراجعة الصفقات هو حجر الأساس في التداول الذكي. المراجعة المستمرة للصفقات قد تكشف لك عن الأنماط، وتمكنك من إدراة عواطفك، وضبط استراتيجياتك المعمول بها في بيئة السوق المتغيرة باستمرار.
هذا الالتزام بالتأمل الذاتي والتكيف المنتظم هو ما يميز بين الناجحين بالحظ العابر، وأولئك الذين يحققون النجاح المستدام كمتداولين محترفين. على هذا النحو، من الضروري تبني مراجعات التداول ليس كخيار ولكن كأداة لا غنى عنها على طريق إتقان التداول.
في عالمنا سريع التطور، تأتي الأسواق باستمرار بتحديات جديدة. تتقلب الأسعار بشكل غير متوقع، مدفوعًا بتفاعل له عدد لا حصر له من العوامل المعقدة. وسط كل هذا الاضطراب، يتطلب الحفاظ على نجاح التداول تعلمًا وتطويرًا مستمرين.
ستمكنك مراجعة صفقاتك من استخلاص الدروس والفوائد من كل مواجهة لك مع السوق، وتحسين مهاراتك وإدراة عواطفك بشكل تدريجي. مثل الرياضي الماهر الذي يراجع لقطات المباراة، يمكنك تحليل التفاصيل المجهرية لصفقاتك، وتحديد نقاط القوة والضعف. ثم تصبح الرؤى التي يتم جمعها اللبنات الأساسية للمستقبل.
النجاح في التداول، كما هو الحال في المساعي الأخرى، يذهب إلى أولئك الملتزمين بالتحسين المستمر. تمثل مراجعة الصفقات الهيكل الذي يحدث من خلاله هذا التحسن. فهي توفر مرآة الرؤية الخلفية للتنقل في تضاريس السوق المجهولة أمامك.