آخر تحديث في مايو 29, 2024
تحليل ما بعد التداول قد يكون أشبه بتحليلات ما بعد المباراة. ويحدث عندما يقرر المتداولون النظر إلى الوراء، ويقومون بمراجعة أدائهم، ويحللون حركاتهم، ويخططون من أجل خطواتهم التالية.
في عالم التداول، تحليل ما بعد التداول هو عملية مراجعة وتقييم جميع العناصر التي تساهم في إتمام الصفقة. يمكن أن يشمل ذلك عوامل مثل ظروف السوق وتحديد التوقيت المناسب وعمليات صنع القرار وبالطبع أداء الأصل المالي.
يحظى تحليل ما بعد التداول بأهمية قصوى. حيث يوفر للمتداولين طريقة للتعلم من نشاطهم السابق، وتعديل استراتيجياتهم، وبالتالي، تحسين أدائهم المستقبلي. بتجاهلك لتحليل ما بعد التداول، أنت تخاطر بتكرار أخطائك وتفويت فرص الربح المحتملة.
لماذا يعد تحليل ما بعد التداول مهمًا؟
تحليل ما بعد التداول هو البطل المجهول للتداول الناجح. تحليل ما بعد التداول هو البطل المجهول للتداول الناجح. الشعار الرئيسي لاستراتيجية تحليل ما بعد التداول الخاصة بك هو: “ما لا يمكنك تحليله، لا يمكنك تحسينه.”
لا يتعلق الأمر فقط بتتبع المكاسب والخسائر، ولكن بفهم السبب وراء ما حدث.
بمراجعتك لكل صفقة بشكل منهجي، يمكنك تحليل قراراتك (صحيحة أو خاطئة) ورسم رؤى حاسمة. الاخطاء ليست زلات؛ إنها دروس قيمة مُقنّعة.
هل كان توقيتك غير ملائم؟
هل أسأت الحكم على ظروف السوق؟
هل خططت لنقاط الخروج والدخول بشكل جيد؟
ستساعدك هذه الأسئلة وغيرها على فهم نجح، وما لم ينجح من خطواتك، والأهم من ذلك – السبب وراء ذلك.
غالبًا ما يكون التداول لعبة تكرار. ومن المرجح أن تظهر المواقف التي تواجهها اليوم مرة أخرى في المستقبل. لذلك، سيساعدك إعادة النظر في الصفقات السابقة على تهيئة نفسك للتحديات المستقبلية. كلما فهمت رد فعلك على سيناريوهات السوق السابقة، كلما كنت مستعدًا بشكل أفضل للتعامل معها عندما تظهر مجددًا.
ما هو أفضل وقت لتحليل ما بعد التداول؟
مثلما تكون تمارين الاستطالة شديدة الأهمية بعد التمارين الرياضية لتعزيز الانتعاش والاستعداد للجلسة التالية، كذلك هو الحال بالنسبة لتحليل ما بعد التداول الذي يكون مهمًا بشدة بعد يوم التداول. الوقت المثالي لهذه المهمة الضرورية هو في نهاية كل يوم تداول حيث لا تزال الأحداث حاضرة في ذهنك.
لعلك تتساءل، لماذا بهذه السرعة؟ ماذا لو جربت أن تتذكر آخر مرة أجريت فيها اختبارًا. ما مقدار المعلومات التي تذكرها بالفعل؟
بالضبط.
كلما أسرعت في إجراء تحليل ما بعد التداول، كلما كان أفضل. ستكون ذاكرتك لظروف السوق وأسباب قراراتك واضحة، مما سيساعدك على التقاط الصورة الأكثر دقة ليوم التداول الخاص بك.
الاتساق ضروري جدًا في هذه العملية. التعود على اجراء تحليل ما بعد التداول بشكل يومي سيعني أنك لن تفوت أي تفاصيل أو أنماط مهمة قد تكون لا تقدر بثمن من أجل تداولاتك المستقبلية. لذلك، احرص بعد كل يوم تداول، وقبل إغلاق شاشاتك، خذ لحظة من وقتك وراجع نشاطك وقم بتحليله. هذه العادة الصغيرة، من شأنها أن تحدث فارقًا كبيرًا في رحلة التداول الخاصة بك.
كيفية إجراء تحليل ما بعد التداول في بضع خطوات بسيطة
قد يكون التنقل في عالم التداول الذي لا يتوقف عن الحركة أمرًا مربكًا، ولكن الالتزام بروتين تحليل ما بعد التداول سيساعدك جدًا على فهم كل شيء تمر به. فيما يلي نظرة عامة موجزة عن كيفية القيام بذلك في بضع خطوات بسيطة:
ابدأ تسجيل يوميات تداولك
دفتر يوميات التداول هو أحد أكثر الأدوات فعالية ضمن حقيبة أدوات المتداول. وهو المكان الذي يجب أن يكون فيه كافة التفاصيل بشأن تداولك واستراتيجيتك وقراراتك ونتائج نشاطك في التداول. وبالتالي ستكون العمود الفقري بالنسبة لتحليل ما بعد التداول.
وفي عالم التداول، البيانات هي أفضل صديق لك. يتيح لك دفتر يوميات التداول توثيق تفاصيل صفقاتك – مثل أسعار الدخول والخروج والتواريخ والأوقات – فور حدوثها. لكن أهميته تتجاوز مجرد الأرقام. حيث يساعدك دفتر يوميات التداول أيضًا على تسجيل استراتيجياتك وحالاتك العاطفية والنفسية خلال كل صفقة.
هل دفعك الخوف للخروج مبكرًا؟
هل جعلك الطمع تتشبث بالصفقة لفترة طويلة جدًا؟
مثل هذا النوع من المعلومات هو ما يساعدنا في الكشف عنه تحليل بيانات دفتر يوميات التداول.
كلما زادت التفاصيل التي تسجلها، كلما كان أفضل. وبمرور الوقت، سيساعدك مستودع البيانات هذا على اكتشاف أنماط وفهم عمليات صنع القرار لديك بشكل أفضل وبالتالي تحسين استراتيجياتك في التداول.
لدينا الكثير من المقالات التفصيلية بشأن كيفية البدء باستخدام أداة تسجيل دفتر يوميات تداول، مثل هذا، على سبيل المثال، والذي يمكن أن يرشدك خطوة بخطوة خلال هذه العملية. قد يبدو تسجيل يوميات التداول خطوةً صغيرة، لكنها في الواقع قفزة عملاقة نحو أن تصبح متداولًا أكثر وعيًا وانضباطًا ونجاحًا. اجلب دفتر يومياتك أو قم بفتح جدول بيانات اكسل لأن تسجيل يوميات التداول هو الأساس للنجاح في التداول.
قم بتسجيل صفقاتك
سجل كل صفقة، سواء كانت رابحة أو خاسرة. مثلما يتعلم فريق كرة القدم من انتصاراته وخسائره، يكتسب المتداولون أيضًا رؤى قيّمة من جميع الصفقات التي يدخلونها. حيث أن حركات المتداول الناجحة ترشده لفهم ما فعله بشكل صحيح، أما حركاته الخاسرة فهي غالبًا ما تقدم له دروسًا أكثر قيمة. وتساهم كل واحدة من الصفقات في تكوين الصورة العامة عن نشاطك في التداول، وتقدم رؤىً يمكن أن تكمل بعضها البعض.
وعندما يتعلق الأمر بتسجيل صفقاتك، فإن الاتساق لا يقل أهمية عن كونه شاملاً. اجعلها عادة يومية، وجزءًا لا يتجزأ من روتينك في التداول. كلما زادت البيانات التي تسجلها، كلما زادت المواد التي يتعين عليك تحليلها والتعلم منها، وبالتالي ستكون رؤيتك أكثر موضوعية. كل جزئية من البيانات مهمة، مهما كانت صغيرة، فهي تساهم في رسم تفاصيل معينة في الصورة الأكبر.
التداول يشبه لعبة طويلة. بمرور الوقت، هذه الثروة من المعلومات ستتيح لك تحديد الأنماط والأخطاء المتكررة لديك وتعديل استراتيجياتك وضبطها. تذكر أن كل إدخال في دفتر يوميات تداولك هو خطوة في طريقك نحو أن تصبح متداولًا أكثر كفاءة.
رسم الرؤى
وبالتالي، لو كنت مجتهدًا في تسجيل صفقاتك، لكنت جالسًا الآن على جبل من البيانات المفيدة جدًا. ما التالي؟ حان الوقت لتحويل تلك البيانات إلى رؤى قابلة للتنفيذ.
ابدأ بمراجعة صفقاتك بشكل منهجي. ابحث عن الأنماط والاتجاهات – هل توجد ظروف سوق معينة كان لها دور في أدائك الجيد أو الضعيف؟ هل توجد استراتيجيات معينة تحقق لك نتائجًا أفضل باستمرار؟ هل هناك أوقات من اليوم تكون فيها صفقاتك أكثر نجاحًا؟
أيضًا، انتبه للجوانب النفسية لتداولك. هل كان هناك محفزات عاطفية أثرت على اتخاذك للقرار؟ قد تجد نفسك على سبيل المثال، متحمسًا جدًا للدخول في صفقات معينة، أو شديد الحذر للاستفادة من بعض الفرص الجيدة المحتملة. من خلال تحديد هذه العوامل، يمكنك تحسين مرونتك العاطفية وتطوير عملية صنع القرار لديك تحت الضغط.
خطوة أخرى شديدة الأهمية، وهي مقارنة صفقاتك بالخطط وصفقاتك عند التنفيذ. هل التزمت بخطة التداول الخاصة بك أم انحرفت عنها؟ يمكن أن يساعدك هذا السؤال بشكل خاص على تحسين انضباطك والتزامك بالاستراتيجية الخاصة بك في الصفقات المستقبلية.
تذكر أن استخلاص الرؤى من بيانات التداول الخاصة بك لا يتعلق بالتفكير في الماضي ولكن بالتعلم منه لأجل ما هو قادم في المستقبل. وبمرور الوقت، ستصبح بارعًا في اكتشاف شذرات الحكمة الموجودة في بياناتك.
تحليل الحالة العاطفية والنفسية
عندما يتعلق الأمر بالتداول، تلعب حالتك العاطفية والنفسية دور البطولة. حتى أفضل استراتيجيات التداول قد تفشل تحت وطأة العواطف غير المنضبطة. وهذا هو السبب في أن تحليل حالتك الذهنية والاعتراف بمشاعرك خلال المراحل المختلفة من جلسة التداول هو جزء لا يتجزأ من تحليل ما بعد التداول.
إذا كنت تشعر بالتوتر أو الانفعال بشكل خاص، فقد يؤثر ذلك على جودة صفقاتك. على سبيل المثال، قد تلاحظ أنه في الأيام التي كنت تشعر فيها بالقلق، خرجت من الصفقات في وقت مبكر جدًا، وبالتالي خسرت الأرباح المحتملة. أو ربما في الأيام التي شعرت فيها بالإحباط، تمسكت بصفقات خاسرة لفترة طويلة، على أمل أن يحدث انعكاس.
المفتاح هنا هو مراقبة وتوثيق حالتك العاطفية جنبًا إلى جنب مع صفقاتك. هل كنت واثقًا أم متوترًا أم متحمسًا أم قلقًا عند إجراء تلك الصفقات؟ هل ترى نمطًا متكررًا بين حالتك العاطفية ونتائج صفقاتك؟
إدراكك للمشاعر التي مررت بها وفهم تأثيرها على قراراتك في التداول يمكن أن يوفر لك رؤى عظيمة الفائدة. حيث ستساعدك على تحسين إدارة عواطفك بشكل أفضل وتجنب السماح لمشاعرك بالتدخل في قرارات التداول الخاصة بك.
ضع في اعتبارك أيضًا أن تحقيق النجاح في التداول لا يقتصر فقط على اتخاذ القرارات الصحيحة؛ بل يتعلق أيضًا بكونك في حالة ذهنية صحيحة. لذلك، راقب عواطفك عن كثب، حيث أنها قد تكون القوة الخفية التي توجه قرارات التداول الخاصة بك.
تقييم أداء الصفقات
قد تشبه مقارنة أدائك في التداول، ارتداء جهاز مراقبة نبضات القلب. حيث يساعدك هذا على قياس صحتك كمتداول ويشير إلى الجوانب التي تحتاج منك إلى مزيد من الاهتمام.
توجد العديد من العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها عند تقييم أداء صفقاتك. واحدة منها هي نسبة الفوز/الخسارة لديك. والتي تخبرك بعدد الصفقات التي ربحتها مقابل الصفقات التي خسرتها. وفي حين أن النسبة الإيجابية جيدة دائمًا، فلا تشعر بالإحباط من النتيجة السلبية. حتى أنجح المتداولين يخسرون في بعض الأحيان. هدفنا هو التأكد من أن صفقاتك الرابحة تتفوق على صفقاتك الخاسرة من حيث القيمة، وليس فقط العدد.
تعمق أكثر، وقم بتحليل تفاصيل صفقاتك الرابحة والخاسرة. هل يوجد أي أنماط أو عوامل مشتركة؟ لعلك مثلا تميل إلى الفوز أكثر عند استخدام استراتيجية معينة، أو قد تخسر عندما تتداول في أوقات معينة من اليوم. الكشف عن الأنماط وتكراراتها سيوفر لك رؤى قيمة تساعدك في تحسين استراتيجيتك.
بعد ذلك، ضع في اعتبارك أدائك من حيث المخاطر. هل تعرضت لمخاطر أكثر من المعتاد؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل أثمر ذلك؟ التداول هو عملية توازن بين المخاطرة والمكافأة. إن فهم قدرتك على تحمل المخاطر وكيفية تأثيرها على نتائج التداول الخاصة بك يعتبر أمر في بالغ الأهمية.
أخيرًا، قم بتقييم إحصائيات التداول الخاصة بك لهذا اليوم فيما يتعلق بأهدافك طويلة الأجل. هل أنت على الطريق الصحيح؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي التعديلات التي تحتاج إلى إجرائها؟
تذكر أن تقييم أداء التداول الخاص بك لا يتعلق فقط بالاحتفال بمكاسبك أو التفكير في خسائرك. يتعلق الأمر بتحديد ما ينجح، وما الذي لم ينجح معك، ولماذا. مع هذه المعلومات في متناول اليد، يمكنك اتخاذ قرارات مستنيرة، وتعديل استراتيجياتك، وإعداد نفسك للنجاح في المستقبل.
تحديد مجالات التطوير
كل جزء من المعلومات التي سجلتها – من حالتك العاطفية أثناء التداول إلى الاستراتيجية التي استخدمتها – يمكن أن يوفر رؤى حول كيفية التطوير. ربما تحتاج إلى إدارة عواطفك بشكل أفضل أثناء الصفقات عالية المخاطر. أو ربما لا تعمل استراتيجية تداول معينة من أجلك وتحتاج إلى تعديل. وتتمثل المهمة في تحديد هذه الأنماط وفهم آثارها.
لا تقلق، أنت لست وحدك في هذه المهمة. هناك حلول برمجية متاحة يمكن أن تساعدك على تحليل بيانات التداول الخاصة بك واستخلاص الأفكار. يمكن لهذه الأدوات تحويل بياناتك إلى معلومات مفيدة، مما يجعل مهمتك في التحسين أسهل.
تذكر أن الهدف ليس القضاء على الخسائر تمامًا ولكن التعلم منها.
إن مراجعة أداء التداول الخاص بك بانتظام، وإضافة بيانات جديدة باستمرار إلى سجل التداول الخاص بك، وتحويل الخسائر إلى دروس هي السمات المميزة للمتداول الناجح. تساعد هذه الدورة المستمرة من التحليل والتحسين على صقل مهاراتك في التداول ووضعك بشكل أفضل لتحقيق النجاح على المدى الطويل.
لذا، استمر في ذلك. قم بإجراء تحليل ما بعد التداول بشكل مستمر، حدد مجالات التحسين، وتصرف وفقًا لها. دفتر يوميات التداول الخاص بك ليس مجرد سجل لصفقاتك؛ بل هو خارطة طريق لنجاحك في التداول. وكل جزء من التحليل الذي تقوم به هو خطوة إلى الأمام في تلك الرحلة. استمر في التعلم، واستمر في التطوير، وتذكر أن كل خسارة هي مجرد فوز ينتظر حدوثه!
الخلاصة
في عالم التداول، يعد تحليل ما بعد التداول هو البوصلة الخاصة بك، حيث يرشدك خلال المشهد المتغير باستمرار للأسواق. إنها العدسة التي يمكنك من خلالها تقييم استراتيجياتك، وتحسين عملية صنع القرار، وفي النهاية، أن تصبح متداولًا أكثر نجاحًا.
إذًا، ما هي الخلاصة الرئيسية من رحلتنا من خلال تحليل ما بعد التداول؟
أولاً، تذكر أن الاتساق أمر بالغ الأهمية. قم بتسجيل كل تفاصيل جلسات التداول الخاصة بك بدقة، بغض النظر عما إذا كانت قد أدت إلى أرباح أو خسائر. دفتر يوميات التداول الخاص بك هو قاعدة بياناتك الشخصية، المليئة بالبيانات القيمة التي تنتظر تحليلها.
ثانيًا، لا تتصفح فقط سجل صفقاتك. بل تعمق في التفاصيل. انظر إلى ما وراء الأرقام وفكر في الجوانب العاطفية والنفسية التي رافقت كل صفقة. يمكن أن تكشف حالتك الذهنية أثناء التداول عن أدائك بقدر ما تكشف عن نسبة الربح/الخسارة.
ثالثًا، احرص على ربط جميع القطع معًا. تكمن قوة تحليل ما بعد التداول في قدرته على رسم الروابط بين أجزاء المعلومات التي تبدو متباينة. حدد الأنماط، وتعرف على الاتجاهات، وافهم كيف تتفاعل عواطفك مع استراتيجيات التداول الخاصة بك.
أخيرًا، تذكر دائمًا أن كل تحليل تقوم به، وكل رؤية تستخلصها، هي نقطة انطلاق نحو طريقك في التطوير. كل خسارة هي درس مستفاد، وكل فوز – هو استراتيجية تم التحقق من صحتها.
في النهاية، تحليل ما بعد التداول ليس مجرد عمل روتيني، بل هو جزء أساسي من عملية التداول. إنه المكون السري الذي يمكن أن يحول المتداول العادي إلى متداول ناجح. لذلك، ابدأ اليوم، وكن متسقًا، واستمر في التعلم.