Earn2Trade Blog
صناعة النفط الأمريكية

نشأة صناعة النفط الأمريكية (حقائق سريعة)

آخر تحديث في سبتمبر 28, 2023

كانت فترة الستينيات من القرن التاسع عشر من أهم اللقطات في التاريخ الأمريكي، ليس فقط بسبب اشتعال الحرب الأهلية ولكن أيضًا بسبب ولادة صناعة النفط في البلاد.

في مقال آخر، سردنا لكم قصة إدوين دريك، وهو أول من بدء استخراج النفط الخام على نطاق واسع في أمريكا. كان هذا في عام 1859، في مدينة تيتوسفيل، بولاية بنسلفانيا.

وفي حين أن بئر دريك لم تحقق نجاحًا طويلاً المدى، على الرغم من بدايته الإيجابية جدًا، إلا أن الأساليب المستخدمة في إنشائه لعبت دورًا أساسيًا في الكشف عن احتمالية وجود احتياطيات نفط كبيرة تحت الأرض. وعندما ساهم دريك في إتاحة هذه المعرفة للعامة، ساعد هذا في تقديم الكثير من النفط إلى السوق.

وبعد ذلك، اندلعت أول أزمة نفط في التاريخ الحديث.

تسرد هذه المقالة قصة الأيام الأولى لصناعة النفط الأمريكية وتتحدث عن التأثيرات العميقة التي أحدثتها في تنمية البلاد.

_earn2trade_arabic_Dark_AR

صدمة النفط في ستينيات القرن التاسع عشر

ساهم دريك في إحداث زيادة كبيرة من المعروض في سوق النفط وتنبأ باحتمالية ظهور العديد آبار النفط في المستقبل.

وكان هذا سيفًا ذا حدين، لأن هذا تسبب في خفض أسعار النفط إلى النصف من حوالي 20 دولارًا للبرميل. ولوضع هذا السعر في المنظور الصحيح لهذه الأيام، فإن السعر المعدل بما يتوافق مع دولار اليوم يزيد عن 200 دولار.

ومع انخفاض الأسعار، تضاءل أيضًا الحافز لدخول هذه الصناعة الجديدة.

تأثير الحرب الأهلية الأمريكية

تسببت الحرب الأهلية الأمريكية التي اندلعت عام 1861 في عواقب بعيدة المدى طالت العديد من قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك صناعة النفط الناشئة حديثًا.

حيث أدى الصراع إلى تعطيل شبكات النقل وحركة البضائع والمواد الخام في البلاد. ونتيجة لذلك، أصبح المعروض من النفط الخام محدودًا جدًا.

كان للحرب تأثير عميق على حجم الطلب للنفط الخام. واجه الاتحاد، الذي كان له حصة كبيرة في صناعة النفط، تحديات كبيرة.

حيث أن غالبية المناطق المنتجة للنفط كانت تقع في الأراضي الكونفدرالية التي لها دور فعال في الحرب، مما تسبب في انقطاع كبير في إمدادات النفط.

كما أن البحرية كانت تعتمد بشكل كبير على نفط الاتحاد في تشغيل عملياتها، مما أدى إلى تفاقم الضغط على الموارد النفطية المحدودة.

وارتفعت أسعار النفط الخام إلى مستويات غير مسبوقة، إلى جانب زيادات أصغر في أسعار جميع السلع الأخرى. وساهم أيضًا فرض الضرائب على وقود الإضاءة المعتمد على الكحول إلى زيادة الطلب على النفط الخام.

وشهدت صناعة النفط الخام انتعاشًا مفاجئًا، حيث ارتفعت الأسعار إلى مستويات قياسية.

وبحلول عام 1864، تجاوز السعر 121 دولارًا للبرميل، أو ما يعادل 2000 دولارًا بسعر أيام هذه. وهذا يعني تقريبًا 30 ضعف بالنسبة لسعر برميل النفط الخام الحالي. إنه لأمر مدهش حقًا، لا سيما عندما تفكر في أن هذا الطلب نشأ في عصر ما قبل السيارات.

التأثيرات على الاقتصاد والمجتمع

أثرت أسعار النفط المرتفعة سلبًا على صناعات عديدة منها، منها المنسوجات على سبيل المثال، والتي اعتمدت بشكل كبير على النفط لتشغيل الآلات والمصانع.

حيث واجه المصنعون تحديات كبيرة في المحافظة على الربحية، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة التكاليف على المستهلكين.

كما أثر ارتفاع أسعار النفط على سعر الكيروسين، وهو مصدر مهم للإضاءة في ذلك الوقت للعديد من الأسر والشركات.

وهذا بدوره دفع الناس إلى البحث عن مصادر طاقة بديلة، وهو ما أدى بهم في نهاية المطاف إلى اعتماد الكهرباء على نطاق واسع.

كانت ستينيات القرن التاسع عشر نقطة تحول حاسمة في صناعة النفط الأمريكية. أدى نجاح إدوين دريك في حفر أول بئر نفط تجاري، وما تبعه من أحداث الحرب الأهلية التي تسببت في صدمة أسعار النفط، إلى تمهيد الطريق لنمو الصناعة وتطورها.

واستمرت صناعة النفط في تطورها، ولعبت دورًا في تشكيل اقتصاد البلاد ومجتمعها بطرق عميقة كما كشفت السنوات التي تلت هذه الأحداث.

قد يعجبك أيضًا: غطاء إنتاج النفط

الخلاصة: لم تكن ولادة صناعة النفط الأمريكية رحلة سلسة

ساهم إدوين دريك في تمهيد الطريق أمام صناعة النفط الأمريكية المتنامية. ساهمت صدمة النفط الأولى التي أعقبت الحرب الأهلية في تسليط الضوء على أهمية النفط ومكانته باعتباره أحد أهم السلع الأساسية.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، ساهم هذا التسلسل من الأحداث إلى إحراز تقدم في مصادر الطاقة البديلة مثل ظهور الكهرباء، وهذا ما يجعل هذه الحقبة هي الأكثر المحورية في تاريخ البشرية.