آخر تحديث في أكتوبر 8, 2023
غالبًا ما يتجادل المتداولون حول ما إذا كان الأفضل التداول على الانعكاسات أم التداول على الاتجاهات. وعلى الرغم من أننا لا نتوقع حل هذا الخلاف تمامًا هنا، إلا أن النظر بتعمق على تصحيحات سوق الأسهم يمكن أن يساعد في تسليط الضوء على الأساليب المختلفة.
وبغض النظر عن مستوى خبرتك في التداول، فإن إدراك أهمية تصحيحات سوق الأسهم وأوقات تعافيها يمكن أن يمكّنك من اتخاذ خيارات أكثر استنارة ويقلل من المخاطر المحتملة على محفظتك.
تعرض هذه المقالة تعقيدات تصحيحات سوق الأوراق المالية بصورة أبسط، بما في ذلك سبب نشأتها ومدتها وتكراراتها والإجراءات المناسبة التي يجب اتخاذها عند ظهورها.
شرح معنى تصحيحات سوق الأسهم
تصحيحات السوق هي انخفاضات مؤقتة في أداة مالية محددة أو سوق معين بأكمله، وتتراوح من 10٪ إلى 20٪. وتحدث لتصحيح أسعار الأسهم المتضخمة بشكل مصطنع والنمو غير المستدام. تهدف تصحيحات السوق إلى إعادة ضبط الأسعار إلى مستويات أكثر موضوعية.
أسباب تصحيحات سوق الأسهم
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تصحيح سوق الأسهم، بما في ذلك:
المبالغة في التقييم ومعنويات المستثمرين
تحدث تصحيحات سوق الأسهم عادة بعد فترات من زيادة معنويات السوق المتفائلة بشكل مبالغ فيه والتي تكون السبب في ارتفاع قيمة الأسهم. وعادة ما تكون نتيجة لشكوك المستثمرين الكبار حول استدامة ارتفاع أسعار الأسهم.
العوامل الاقتصادية
يمكن أن تؤدي العوامل الاقتصادية، مثل التغيرات في أسعار الفائدة أو التضخم أو نمو الناتج المحلي الإجمالي، إلى تصحيحات في سوق الأسهم. يمكن أن تؤدي المؤشرات الاقتصادية السلبية أو عدم اليقين بشأن الظروف الاقتصادية المستقبلية إلى خلق الخوف ودفع المستثمرين إلى بيع أسهمهم، مما يتسبب في تراجع السوق.
على سبيل المثال، في 13 سبتمبر 2022، شهدت الأسواق أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ يونيو 2020، مع انخفاض جميع المؤشرات الرئيسية بنسبة 3.9٪ أو أكثر. جاء التقلب بعد أن أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن التضخم لشهر أغسطس بلغ 8.3%. أدى هذا الإعلان إلى زيادة المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يعلن رفع سعر الفائدة بشكل كبير في وقت لاحق من الشهر من أجل كبح جماح التضخم.
الأحداث الجيوسياسية
يمكن أن تؤدي الأحداث الجيوسياسية، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي أو الحروب أو النزاعات التجارية أو الجائحة أو الكوارث الطبيعية، إلى تصحيحات في سوق الأسهم. تؤدي هذه الأحداث إلى عدم اليقين وتعطيل الأسواق العالمية، وزيادة التقلبات وضغوط البيع وانخفاض أسعار الأصول.
القضايا المتعلقة بقطاعات بعينها
في بعض الأحيان، قد يكون التصحيح مدفوعًا بقضايا معينة أو مشكلات خاصة بقطاع أو صناعة معينة. على سبيل المثال، تسبب انفجار فقاعة الدوت كوم في عام 2000 أو انهيار الإسكان والأزمة المالية في عام 2008 في تصحيح امتد إلى السوق الأوسع، مما أدى إلى تضخيم تأثيره.
من المهم ملاحظة أنه من الصعب التنبؤ بتصحيحات سوق الأسهم بدقة. حيث يمكن أن تحدث دون أي مقدمات وتفاجئ حتى المستثمرين ذوي الخبرة. ومع ذلك، من خلال فهم الأسباب الشائعة للتصحيحات، يمكن للمشاركين في السوق إعداد وتعديل استراتيجياتهم الاستثمارية بشكل أفضل وفقًا لذلك.
إلى متى يستمر تصحيح سوق الأسهم؟
واجه مؤشر ستاندرد آند بورز منذ العام 1950 ما يصل إلى 39 تصحيحًا رسميًا. وهذا يعني أن هناك تصحيحًا في كل 1.9 عامًا تقريبًا. ومن بين هذه التصحيحات، سبعة فقط تم حلها في أقل من عام. وأربعة وعشرون منهم استمروا ثلاثة أشهر ونصف فقط أو أقل. خضع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لفترة تصحيح استمرت 7168 يومًا من الذروة إلى القاع، امتدت من 1 يناير 1950 إلى 31 ديسمبر 2021.
متى يتعافى سوق الأسهم من التصحيح؟
تاريخيًا، أظهر سوق الأسهم مرونة وقدرة على التعافي دائمًا من التصحيحات. وبعد التصحيح، عادة ما يدخل السوق فترة من النمو.
وفي مثل هذه الأوقات، يكون الصبر مهمًا جدًا، لأن وقت التعافي يمكن أن يختلف. تاريخيًا، استفاد المستثمرون الذين حافظوا استثمارهم أثناء التصحيح واحتفظوا بنظرة بعيدة المدى بالفوز وحصد ثمار مكاسب السوق اللاحقة.
ما هو أكبر تصحيح لسوق الأسهم في التاريخ؟
يشار إلى انهيار يوم الاثنين الأسود عام 1987 في كثير من الأحيان باعتباره أحد أهم تصحيحات سوق الأسهم في التاريخ. في 19 أكتوبر 1987، شهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا هائلاً بنسبة 22٪ تقريبًا، وهو ما يمثل أكبر انخفاض في يوم واحد في تاريخ سوق الأسهم.
كان هذا التصحيح مفاجئًا جدًا وأثّر بشكل عميق على مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية.
من المهم أن نلاحظ أن انهيار الاثنين الأسود لم يكن ناجما عن حدث معين فحسب، بل عن مجموعة من العوامل. من بينها العجز التجاري الأمريكي المتزايد، والتوترات في الشرق الأوسط، ونمو التداول الإلكتروني، وأكثر من ذلك.
أهم تصحيحات سوق الأسهم الحديثة
النظر بتعمق في تصحيحات سوق الأوراق المالية من الممكن أن يوفر للمستثمرين معلومات قيمة. فيما يلي بعض الأمثلة على أحدث حالات انهيار الأسواق:
تصحيحات سوق الأسهم بين عامي 2020 و 2021
قبل الوباء، بلغ مؤشر ستاندرد اند بورز 500 ذروته عند 3,386.20 في فبراير 2020. ومن هناك، انخفض إلى 2,237.40 في شهر واحد فقط. وعلى الرغم من أن التراجع كان حادًا، إلا أن المؤشر عاود ليسجل أعلى مستوياته السابقة بحلول أغسطس 2020، ووصل إلى مستوى مرتفع جديد عند 3,580 نقطة في سبتمبر 2020. باختصار، استغرق الأمر ما يقرب من ستة أشهر للتعافي الكامل من انخفاض حدث في شهر واحد.
وبعد أعلى مستوى سُجل في سبتمبر، أجرى المؤشر تصحيحين هامين بنسبة 10٪ استغرق ما يقرب من 15-20 يومًا كما استغرق نفس الوقت للتعافي. أخيرًا، من سبتمبر 2020 إلى أغسطس 2021، حدثت ستة تصحيحات في سوق الأسهم، تتراوح جميعها بين 5-10٪.
تصحيحات سوق الأسهم 2022 و 2023
بين عامي 2022 و 2023، شهد سوق الأسهم تقلبات كبيرة وتصحيحًا ملحوظًا. بعد انخفاض السوق الهابطة الذي حدث في أكتوبر 2022، لم يسترد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 خسائره بالكامل بحلول منتصف عام 2023. ومن بين العوامل التي ساهمت في تفشي حالة عدم اليقين في السوق كان ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، والحرب في أوكرانيا، وغير ذلك من الأسباب.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أظهر سوق الأسهم أولى علامات الانتعاش. انتعش مؤشر ستاندرد اند بورز 500 من أدنى مستوياته واستعاد أكثر من نصف الخسائر المتكبدة خلال السوق الهابطة. أظهر مؤشر ناسداك المركب الذي يركز على شركات التكنولوجيا أداءً متميزًا، حيث ارتفع بنسبة 32٪ تقريبًا في النصف الأول من العام.
ماذا تفعل أثناء تصحيحات سوق الأسهم؟
نتفهم أن رد فعلك الأولي قد يكون الخوف والذعر أثناء حدوث تصحيحات سوق الأسهم. ومع ذلك، لمنع اتخاذ قرارات متسرعة، اعمل على بناء قدرتك على تحمل المخاطر وفكر في تنفيذ استراتيجيات الاستثمار التي تتوافق مع أهدافك طويلة المدى. قد تشمل هذه الاستراتيجيات ما يلي:
التزم بخطتك
تجنب اتخاذ قرارات متهورة بناءً على تحركات السوق قصيرة المدى. قم بتحليل الانخفاض وحافظ على التزامك بخطتك وأهدافك الاستثمارية.
قم بإعادة موازنة محفظتك
استخدم التصحيح كفرصة لمراجعة محفظتك وإعادة توازنها. قم بتعديل تخصيص الأصول الخاصة بك إذا لزم الأمر لتتوافق مع قدرتك على تحمل المخاطر والأهداف طويلة المدى.
فكر في الاستفادة من فرص الشراء
غالبًا ما توفر تصحيحات السوق فرص شراء جذابة. إذا كانت لديك الوسائل المالية واستراتيجية استثمار مدروسة جيدًا، ففكر في إضافة أسهم عالية الجودة إلى محفظتك بأسعار مخفضة.
نوّع استثماراتك
يمكن أن تساعد المحفظة المتنوعة في التخفيف من المخاطر أثناء فترات الركود في السوق. وقم بتوزيع استثماراتك عبر فئات الأصول والقطاعات والمناطق الجغرافية المختلفة لتقليل تأثير انخفاض سهم واحد أو قطاع واحد.
ابق على اطلاع
كن على علم ودراية بأخبار السوق والمؤشرات الاقتصادية، ولكن تجنب التعرض المفرط للتقلبات قصيرة الأجل. ركز على الاتجاهات والأساسيات طويلة الأجل لاستثماراتك.
هل تصحيحات سوق الأسهم تعتبر أوقات جيدة للشراء؟
تعد تصحيحات سوق الأسهم فرصًا ممتازة لشراء أسهم عالية الجودة بأسعار مخفضة. لا داعي للخوف لأنها غالبًا ما تكون قصيرة وخفيفة.
تاريخيًا (أكثر من 50 عامًا)، أعقبت تصحيحات السوق فترات من النمو والأسواق الصعودية. إن استغلال فرصة انخفاض أسعار الأسهم أثناء التصحيحات يمكن أن يضعك في موضع تحقيق مكاسب مستقبلية كبيرة محتملة. على سبيل المثال، بالنسبة إلى الأيام التي كان فيها في مرحلة التصحيح، قضى مؤشر ستاندرد اند بورز 500 ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الأيام في الخمسين عامًا الماضية في الارتفاع.
قد يعجبك أيضًا : ما هو أفضل وقت لتداول الأسهم والعقود الآجلة والأصول الأخرى؟
في حين لا يمكن لأحد التنبؤ بالمستقبل على وجه اليقين، تشير البيانات التاريخية إلى أن معظم التصحيحات تتعافى دون التطور إلى أسواق هبوطية أو الإشارة إلى الانكماش الاقتصادي. يمكن أن يدعم نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي القوي، ومعدلات البطالة المنخفضة، وأساسيات الأرباح الإيجابية أيضًا الاعتقاد في انتعاش السوق.
كيف تختلف تصحيحات سوق الأسهم، والانهيارات، والانخفاضات، والأسواق الهبوطية؟
على الرغم من أنه غالبًا ما يتم استخدامها بصورة متبادلة، إلا أن حالات السوق هذه تختلف اختلافًا كبيرًا عن بعضها البعض. إن فهم هذه المصطلحات والاختلافات بينها يمكن أن يساعد المستثمرين على وضع سياق تحركات السوق واتخاذ قرارات مستنيرة.
في حين أن التصحيحات والانخفاضات غالبًا ما يُنظر إليها على أنها جزء من تقلبات السوق العادية، فإن الانهيارات والأسواق الهبوطية تتطلب تقييمًا دقيقًا وقد تتطلب تعديل استراتيجيات الاستثمار للحفاظ على رأس المال وتقليل الخسائر.
فيما يلي الاختلافات الرئيسية:
تصحيح سوق الأسهم
يشير تصحيح سوق الأسهم إلى انخفاض مؤقت في مؤشرات السوق الرئيسية أو الأدوات الفردية، والتي تتراوح عادة من 10٪ إلى 20٪. تعتبر التصحيحات جزءًا طبيعيًا من سلوك السوق وغالبًا ما تحدث بعد فترة من المكاسب الكبيرة في السوق.
انهيار سوق الأسهم
إن انهيار السوق أمر غير متوقع، وغالباً ما يكون الانخفاض المفاجئ في أسعار الأسهم مصحوباً باضطرابات اقتصادية أوسع نطاقاً. الانخفاضات السريعة والشديدة في السوق تميز الانهيارات.
على سبيل المثال، في عام 1929، عندما خسر السوق 48٪ في أقل من شهرين، بدأ الكساد الكبير. لكن هذا ليس هو الحال دائمًا. في أكتوبر 1987، انخفضت الأسهم بنسبة 22٪ في يوم واحد، وهو أسوأ انخفاض على الإطلاق، قبل أن تزدهر خلال العام التالي.
تعتبر الانهيارات نادرة ولكنها تحدث عادة بعد اتجاه صعودي طويل الأجل في السوق.
تراجع السوق
تراجع السوق هو انخفاض قصير وطفيف في أسعار الأسهم، عادة داخل السوق الصعودية. على سبيل المثال، قد يرتفع السوق بنسبة 5٪، ويستمر، وينخفض بنسبة 2 ٪ على مدى بضعة أيام أو أسابيع. يمكن أن توفر الانخفاضات فرص شراء أو تعديلات طفيفة في استراتيجيات الاستثمار.
السوق الهبوطي
السوق الهبوطي هي فترة طويلة من تراجع السوق، وعادة ما تتجاوز 20٪ من الذروة إلى القاع، مصحوبة بالمعنويات السلبية والتحديات الاقتصادية.
الخلاصة
تعد تصحيحات سوق الأسهم جزءًا طبيعيًا من الاستثمار، وهذا هو السبب في أن فهم طبيعتها وتأثيرها أمر بالغ الأهمية.
من المفهوم أنك قد تصاب بالذعر أثناء التصحيحات. ومع ذلك، بدلاً من التصرف بناءً على غرائزك الأولى، قم بتحليل الانخفاض. بمرور الوقت، ستتعلم التعرف على ما إذا كان الانخفاض مؤقتًا أو من المحتمل أن يستمر لفترة طويلة ويحدد أفضل اللحظات لإجراء صفقة.
ضع في اعتبارك أنه على الرغم من أن تصحيحات السوق قد تبدو متشائمة في البداية، إلا أنها توفر في كثير من الأحيان فرصًا لتحقيق أرباح محتملة. ابق على اطلاع، وحافظ على رؤيا طويلة الأجل، وقم بتنفيذ استراتيجيات استثمارية سليمة، واطلب المشورة المهنية عند الحاجة للتنقل في ظروف السوق هذه بنجاح.
