آخر تحديث في أكتوبر 1, 2023
القهوة هي مشروب شائع في جميع أنحاء العالم، يتم تحضيره من البذور المحمصة والمطحونة لثمار نبات القهوة. كما أنها سلعة دولية مربحة، على الرغم من أنها لم تكن كذلك من قبل.
القهوة لها أصل متواضع لكونها طعامًا شهيًا نادرًا في إثيوبيا، لكنها متاحة اليوم على مستوى العالم. تطورها هو رحلة تحول ثقافي واقتصادي.
تسلط هذه المقالة الضوء على قصة ازدهار القهوة وتاريخها المثير للاهتمام وكيف شكلت عالم التجارة والاقتصاد العالمي.
تاريخ القهوة
دعونا نلقي نظرة على القصة الموجزة لتاريخ القهوة – من أين جاءت، وكيف وصلت إلى هذه الشهرة، وكيف يتم زراعتها، وأكثر من ذلك.
أصل القهوة ومراحل الاستهلاك الأولى لها
تشير معظم الروايات إلى أن أصل نبات القهوة هو إثيوبيا، على الرغم من عدم وجود دليل تاريخي على ذلك. يعود أقدم دليل على استهلاك الإنسان للقهوة إلى القرن الخامس عشر عندما بدأ بعض أهل اليمن في استخدامه للبقاء مستيقظين خلال احتفالاتهم.
في وقت لاحق، ظهرت القهوة في ما يعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية ومصر. ومن هناك، انتشرت القهوة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ومن الأساطير المتعلقة باكتشاف القهوة، توجد قصة حول رجل يدعى عمر، وهو تلميذ صوفي. تم نفيه إلى الصحراء، وبينما كان على وشك الاستسلام، عثر على حبوب القهوة. وبعد أن قام بغليها، اكتشف أن الماء أصبح مشروبًا ذو مذاق ممتاز وأنقذته بالفعل. ووفقًا للحكاية، عند معرفة الناس للمشروب الذي اكتشفه، حصل على تكريم واحترام كبير.
القهوة وعصر الاستكشاف
توفرت الفرصة لأوزدمير باشا من إسطنبول، حاكم اليمن، لتجربة القهوة وأحبها بشدة. بعد فترة وجيزة، لفتت القهوة انتباه الحاكم العثماني الشهير، السلطان سليمان القانوني. وبعدها أصبحت القهوة مشروبًا شعبيًا ومهمًا في المحاكم لدرجة أن دور كبير صانعي القهوة سرعان ما أصبح عنصرًا أساسيًا.
كان الأشخاص الذين شغلوا هذا الدور مخلصين وملتزمين، وانتهى الأمر بالعديد منهم كوزراء كبار (كانت سلطتهم في المرتبة الثانية بعد السلطان).
أصبح شرب القهوة في المنزل روتينًا يوميًا. ومع ذلك، زار الناس أيضًا المتاجر لشرب القهوة، ومشاركة الأحاديث، والقيل والقال، والاستماع إلى الموسيقى. وقد تأسس أول مقهى في العالم عام 1475 في القسطنطينية، والمعروفة الآن باسم اسطنبول.
وقد بدأت إشاعة هذا “النبيذ العربي” تنتشر في جميع أنحاء العالم حيث كان الحجاج يزورون مكة كل عام.
توسع القهوة وزراعتها
كانت القهوة تحظى بتقدير كبير باعتبارها مشروبًا لذيذًا نادرًا في أيامها الأولى. وكان معروفًا بين المسافرين الأوروبيين الذين وجدوه مثيرًا للاهتمام. توسعت القهوة إلى أوروبا في القرن السابع عشر واكتسبت شعبية واسعة بسرعة كبيرة.
بدأت القهوة رحلتها الأوروبية من إيطاليا، حيث استوردها تجار البندقية من الإمبراطورية العثمانية.
ويقال أن أول مقهى ظهر في ليفورنو عام 1632 أو في البندقية عام 1640. وقد أصبح مشروبًا شائعًا، خاصة بين الأثرياء.
زاد انتشار زراعة البن في أوائل القرن الثامن عشر عندما أعطى الهولنديون الفرنسيين شتلة نقلوها من محاصيلهم في بلدة جاوة. في حين جلب بحار برتغالي القهوة إلى البرازيل من غويانا الفرنسية بعد ذلك مباشرة. ومثلت هذه الفترة نقطة تحول محورية في رحلة القهوة، حيث انتقلت من كونها رفاهية غالية الثمن إلى سلعة عالمية في متناول الجميع.
القهوة والثورة الصناعية
خلال الثورة الصناعية، لعبت القهوة دورًا أساسيًا كمشروب شعبي رائج بين القوى العاملة. أبقت العمال مستيقظين ويقظين، وخاصة عمال المصانع الذين يعملون لساعات طويلة.
وزاد الطلب عليها حيث أصبح جزءًا مهمًا من الحياة اليومية. وساهمت هذه العوامل في مكانتها كمحفز لتعزيز الإنتاجية.
قد يعجبك أيضًا:50 سنت وتاريخ سماعة الرأس الأنيقة
القهوة كسلعة عالمية في عالم للتجارة والاقتصاد
القهوة واحدة من أكثر السلع تداولًا في العالم وقد حققت معدلات استهلاك عالمية هائلة.
وتستطيع الآن ليس فقط الاستمتاع بفنجان قهوة رائع في أي مكان، بل يمكنك أيضًا تداول القهوة في سوق العقود الآجلة. حيث يتم تداولها في بورصة NYMEX تحت الرمز KT.
ساهم ازدهار مبادلات القهوة وتداولها في أسواق العقود الآجلة في ظهور استراتيجيات موحدة للتداول والتحوط بالنسبة لمنتجي القهوة ومشتريها. أصبحت زراعة القهوة تجارة مربحة، خاصة في المناطق ذات المناخات الملائمة.
الخلاصة
رحلة القهوة المثيرة من ظهورها كمشروب لذيذ نادر في إثيوبيا ثم تحولها لسلعة عالمية تؤكد على أهميتها الثقافية والاقتصادية.
حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية مع انتشارها في جميع أنحاء العالم، وقد استخدمت في المناسبات الدينية ثم عملت كحافز للقوى العاملة خلال الثورة الصناعية. واليوم، هي من بين السلع الأكثر تداولًا في العالم ومشروب محبوب يستمتع به الكثير من الناس.