Earn2Trade Blog
تأثير التصرف

سيكولوجية التداول: فهم تأثير التصرف

آخر تحديث في أكتوبر 1, 2023

تأثير التصرف في التداول هو الميل إلى بيع الأصول التي حققت مكاسب مالية مع الاحتفاظ بالأصول الخاسرة.

يوجد لدى المتداولين هدفان رئيسيان. الأول، أنهم يهدفون إلى تحقيق أكبر ربح ممكن من مراكزهم. والثاني، أنهم يريدون تقليل الخسائر المحتملة عندما/إذا انقلب السوق ضدهم.

تبدو هذه الأهداف بسيطة ومعقولة. ومع ذلك، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نفسية المتداول. تأثير التصرف هو من بين أبرز الأمثلة على مثل هذا السلوك. ستوضح المقالة التالية ما هي، وكيف تعمل، وتعرض لك الاستراتيجيات التي يمكن للمتداولين استخدامها للحد من تأثيرها.

_earn2trade_arabic_Dark_AR

فهم طريقة عمل تأثير التصرف

تأثير التصرف هو نمط نفسي متجذر في التمويل السلوكي. وهو مدفوع بالتحيزات المعرفية للمتداولين وردود الفعل العاطفية التي يمكن أن تؤدي بالتالي إلى نتائج دون المستوى الأمثل.

صاغ هذا المصطلح الاقتصاديان السلوكيان شيفرين وستاتمان في عام 1985. حيث اكتشفا حقيقة بسيطة ولكنها فعّالة حول سلوك الأشخاص في التداول. بشكل عام، يكون لدى الناس رد فعل عاطفي تجاه الخسارة أكثر حدة ما يتولد لديهم من احساس تجاه الفوز. غالبًا ما يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية، خاصة إذا كان المتداول عديم الخبرة.

بشكل عام، يشار إلى رد الفعل العاطفي الأقوى تجاه الخسائر مقارنة بالأرباح باسم النفور من المخاطرة. وهذا بدوره سيؤثر سلبًا على عملية صنع القرار، خاصة لدى الأفراد الذين يميلون إلى إعطاء الأولوية للنفور من المخاطرة واختيار بدائل أكثر أمانا، حتى في المواقف التي تكون فيها المكافآت المحتملة قابلة للمقارنة. إن فهم تأثير التصرف يتوقف على فهم الفروق بين المتداولين المحترفين الذين يكرهون المخاطرة، والمحايدين، والمحبين للمخاطرة.

مثال على تأثير التصرف

للتوضيح، دعونا نفكر في سيناريو مشابه للتجارب التي أجراها الاقتصاديون السلوكيون. تخيل أنك أمام خيارين. في السيناريو “أ”، تتلقى 100 دولار؛ وفي السيناريو “ب”، تتلقى أولاً 200 دولار ثم تخسر 100 دولار. في كلتا الحالتين، النتيجة واحدة.

ومع ذلك، وفقًا لتأثير التصرف، عادة ما ينظر المتداولون بشكل أكثر إيجابية إلى السيناريو أ.

يميل الأشخاص الذين يعانون من تأثير التصرف إلى الاحتفاظ بالمراكز الخاسرة وبيع المراكز التي ارتفعت قيمتها مؤخرًا. من الناحية العملية، من المرجح أن تستمر المراكز في الاتجاه الذي سلكته مؤخرًا. في معظم الحالات، سيكون القرار العقلاني هو إغلاق المراكز الخاسرة. بهذه الطريقة، أنت تسمح للمراكز المربحة بجلب مكاسب أكبر بمرور الوقت. ومع ذلك، يميل المستثمرون الأفراد في كثير من الأحيان إلى جني الأرباح في أقرب وقت، حتى عندما تكون هناك فرصة حقيقية لتحقيق المزيد من المكاسب. وفي ذات الوقت، هم يتركون صفقاتهم الخسائر مستمرة لفترة طويلة جدًا على أمل أن تنعكس في نهاية المطاف.

ما هي عواقب تأثير التصرف ؟

هناك نتيجتان شائعتان لتأثير التصرف في التداول – انخفاض تنويع المحفظة الاستثمارية وزيادة مخاطر الاستثمار.

عندما يتمسك المتداولون مراكز الخاسرة، فقد يحد ذلك من قدرتهم على إعادة الاستثمار في مراكز بديلة من شأنها أن توفر تنويعًا أكبر وتحقق فوائد أعظم في إدارة المخاطر.

كما أن فشل المتداولين في تنويع محافظهم مع التمسك بالأصول الخاسرة سيعرض الاستثمارات للخطر.

كيف يمكنك تجنب تأثير التصرف؟

لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات لتجنب تأثير التصرف.

استراتيجية طويلة الأجل

تتمثل إحدى الاستراتيجيات الفعالة لتجنب تأثير التصرف في النظر إلى الصفقات على أنها أجزاء من استراتيجية طويلة الأجل وليست أحداثًا فردية معزولة. يمكّن هذا المنظور الأوسع للمتداولين بإعادة صياغة نجاحاتهم وإخفاقاتهم، مما يمكنهم من التعامل مع أنشطة التداول الخاصة بهم بموضوعية أكبر وتجنب التأثر بالعواطف.

تقنية تأطير المتعة

تعتمد تقنية تأطير المتعة على تغليف الأشياء عقليًا بأكثر شكل ممتع بقدر الامكان. يتضمن ذلك تجميع وعرض خسائرك كمجموعة واحدة، في حين تعرض مكاسبك كمجوعات صغيرة متعددة، بغض النظر عن كيف تحدث كل منها.

كما يمكن أن يكون الفصل الذهني وتصنيف المكاسب الكبيرة إلى جانب الخسارة الطفيفة مفيدًا جدًا عند مواجهة خسارة كبيرة ومكاسب متواضعة.

امتلك استراتيجية استثمار منظمة ومنضبطة

ابنِ استراتيجية استثمار شاملة تحدد خطتك الاستثمارية، بما في ذلك إدارة مخاطرك والتنويع في الاستثمارات وتخصيص الأصول. احرص على الالتزام بها أثناء تقلبات السوق لتجنب اتخاذ قرارات استثمارية غير عقلانية أو مبنية على العواطف.

كما أن المراقبة والمراجعة المستمرة لمحفظتك الاستثمارية سيساعدك في تحديد المشكلات المحتملة في وقت مبكر وإجراء التعديلات اللازمة.

تجنب إفراط الثقة بالنفس

الثقة المفرطة يمكن أن تقودك إلى الاعتقاد بأنك تمتلك القدرة على التنبؤ بالسوق أو اتخاذ قرارات متفوقة مقارنة بالمتداولين الآخرين. احرص على إجراء بحوث شاملة بانتظام وطلب مشورة مهنية كلما لزم الأمر. ضع هذه الأمور في اعتبارك عند التداول. أغلق صفقاتك الخاسرة على الفور، واقبل الخسارة، مع السماح للصفقات المربحة بالاستمرار. حافظ على عقلية مركزة ومتفائلة طوال العملية بأكملها.

قد يعجبك أيضًا: احتراف سيكولوجية التداول: مفتاح النجاح على المدى الطويل

الخلاصة: يجب عليك التخلص من تأثير التصرف

إن فهم تأثير التصرف ومعالجته بشكل فعال له أهمية عظيمة لأجل تداول ناجح. ويمكن للمتداولين التغلب على هذه العقبة النفسية من خلال الاعتراف بتأثير العواطف على صنع القرار.

حيث أنك عندما تتبنى استراتيجيات فعالة وتحافظ على نهج منضبط، سيؤدي ذلك إلى رحلة تداول ممتعة ومربحة.