آخر تحديث في يوليو 15, 2019
عمل “آندي كريغر” في أول وظيفة له في التداول لصالح بنك Salomon Brothers. وهو خريج من جامعة بنسلفانيا. وتقلّد آندي منصبه الوظيفي الأول بشكل بارع. حيث تداول آنذاك على عقود خيارات العملات، والتي كانت أداةً مالية جديدة نسبيًا في ذلك الوقت.
بيل ليبشوتز – هو متداول شهير آخر زميل عمل مع آندي في بنك Salomon Brothers – ينقل قصة آندي كريغر في كتاب سحرة السوق الجديدة: محادثات مع كبار المتداولين في أمريكا.
تبدأ القصة بوجود “بيل” مستلقٍ على شاطئ سردينيا يقضي عطلته التي شارفت على الانتهاء. وهو ما دفعه للتفكير السوق، وقرر اجراء بعض الاتصالات وعرف بشأن اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع “G7” الذي توقع أنه يكون له تأثير على الأسواق. وحاول “بيل” الاتصال ببطل قصتنا “آندي كريغر” الذي كان مريضًا ووصل إليه على الرغم من مشاكل المكالمات الدولية في الثمانينيات واستمر خط الهاتف بينهما مفتوحًا لما يزيد عن سِت ساعات. وبينما كان “آندي” يصارع الفلونزا في ذلك الوقت، شرع في إجراء صفقة بيع على زوج الكيوي وهو زوج النيوزلندي/دولار، حيث بلغت صفقة “آندي” ما يعادل 60 مليون دولار ضد العملة النيوزلندية، وهو رقم ضخم في ذلك الوقت. كما تابع “بيل” و”آندي” التداول في السوق الفورية وتمكنوا من جني 6 ملايين دولار، وكان يوم مذهلاً لكلاهما كونهم يتداولون وهم في عطلة.
آندي كريغر مع بنك Bankers Trust
خبرة “آندي كريغر” مع بنك Salomon Brothers ساعدته بالانتقال للعمل مع كيانات أكبر. حيث شغل منصب جديدًا بعدها كمتداول متميز لدى بنك Bankers Trust في عام 1986. منح البنك “آندي” مبلغًا ضخمًا للتداول قدره 700 مليون دولار، في حين أن الحد القياسي للمتداولين لديهم كان 50 مليون دولار. ومن المؤكد أن هذا القدر الكبير من الأموال المتاحة سيتم استخدامه.
وفي الإثنين الأسود بتاريخ 19 أكتوبر 1987، تراجعت أسواق الأسهم بنسبة 22٪ في انهيار مدمر. والذي كان أكبر تراجع يحدث للأسواق في يوم واحد على مر التاريخ. وبعد أسبوع من هذه الحادثة، قام “كريغر” بخطوته الكبيرة. حيث حلل الدولار النيوزيلندي (الكيوي) ورأى أن سعره مبالغ فيه. حينها استخدم “كريغر” رأس المال الضخم مع رافعة مالية عالية تصل إلى 1:400 في شن هجوم شامل على زوج الكيوي (الدولار النيوزلندي/الدولار الأمريكي). ويدّعي “كريغر” أن صفقات البيع التي أجراها قلصّت في الواقع من حجم كامل المعروض النقدي للدولار النيوزيلندي.
وكما قد تتخيل، كان لهذا تداعيات خطيرة. في غضون ساعات، انخفض الدولار النيوزيلندي بما يزيد عن 5٪ مقارنة بالدولار الأمريكي. كان لهذا تأثير كبير لدرجة أن البنك المركزي النيوزيلندي اشتكى من شغل متداولي Bankers Trust لحجم صفقة أكبر بكثير مما ينبغي. ورد متداولوا البنك حينها بأن حجم الصفقة لم يكن كبيرًا جدًا بالنسبة لهم، لكنه كان كبيرًا جدًا بالنسبة لتلك السوق، بالنسبة للبنك النيوزيلندي كان كبيًرا عليهم.
ما بعد صفقة الكيوي الشهيرة
حققت هذه الصفقة أرباحًا تقدر بنحو 300 مليون دولار لصالح Bankers Trust في غضون ساعات قليلة، مما جعلها أشهر صفقة على مستوى العالم. وحصل “كريغر” على مكافأة قدرها 3 ملايين دولار، والتي اعتبرها إهانة له. واستقال في عام 1988، بسبب نفوره على ما يبدو من هذه المكافأة التي تبلغ 1٪ فقط من أرباح الصفقة. وانتقل لاحقا للعمل مع جورج سوروس.
كما خضع بنك Bankers Trust للتحقيق بعد فترة وجيزة من مغادرة آندي كريغر. وكشف المنظمون أن بنك Bankers Trust بالغ في محفظة خيارات العملات بمقدار 80 مليون دولار. من غير الواضح كيف ولماذا تم تضخيم هذا الدخل. وتتلخص إحدى النظريات التي كثيراً ما تطرح في أن البنك لم يستطيع فهم مراكز الخيارات التي نفذّها كريغر.