آخر تحديث في سبتمبر 24, 2023
بيل ليبشوتز هو أحد هؤلاء المتداولين الذين تبدو أسماؤهم غير مألوفة، ولكن تأثيره على سوق الفوركس كان عميقًا جدًا.
ربما يعجبك أيضا:
حياة ليبشوتز
ولد بيل ليبشوتز في عام 1956 في قرية فارمنجديل في ولاية نيويورك. كان يُبلي جيدًا في المدرسة واستمر حتى تخرج من قسم الهندسة المعمارية بجامعة كورنيل. وحصل بيل أيضًا على ماجستير إدارة الأعمال في التمويل من كلية إدارة الأعمال بكورنيل. وعلى الرغم من شغفه بالهندسة المعمارية، إلا أنه وجد صعوبة في تحمل طول الوقت اللازم قبل أن يُعهد إليه بالفعل بتصميم حقيقي.
في مدرسته قام بيل بتداول الأوراق الافتراضية في أحد الفصول، حيث بدأ كل طالب بمبلغ 100,000 دولار. وبحلول نهاية الدورة، كان بيل قد تمكن من جمع 29 مليون دولار(على الرغم من عدم وجود قيود على الرافعة المالية).
الدخول في التداول
بدأ بيل التداول الحقيقي عندما توفيت جدته. حيث تركت له 12,000 دولار من الأسهم في وصيتها. ولم تكن تلك المحفظة بسيطة مع ذلك. فقد كانت تتألف من عدد كبير من الأسهم التي تم جمعها من عدة أماكن مختلفة. فبالاضطرار إلى بذل جهد لتصفية هذه الاسهم، بالاإضافة الى نجاحه في تداول الورق فإن بيل قد دفعه بلا شك إلى محاولة التداول بأموال حقيقية.
قاده ذلك إلى لعب السوق خلال فترة دراسته بجامعة كورنيل، مع ميراث بقيمة 12،000 دولار. وكان يبحث في السوق كثيرًا، والذي أصبح من المبادئ الرئيسية لنهجه في التداول. وهي مهارة مهمة لأي تاجر، وقد أتت بشكل طبيعي إلى بيل. أنهى ماجستير في إدارة الأعمال في أيام ما قبل الإنترنت من عام 1982، لذا فقد كان البحث يعني الانغماس في المكتبة. وهو ما يجعل البحث في التداول الحديث يبدو أسهل بكثير بالمقارنة.
بمرور الوقت تمكن من تحويل مبلغ 12،000 دولار إلى مبلغ ضخم قدره 250،000 دولار على مدار 4 سنوات أثناء فترة التحاقه بالجامعة. حيث يروي بيل الكثير من هذه القصة في كتاب عرافو السوق الجديدة: محادثات مع أفضل المتداولين في أمريكا. حين سأله المحاور عما حدث لمبلغ الـ 250،000 دولار. أشار ليبشوتز الى الحادثة التي تعرف بـ “انعكاس جرانفيل” في سبتمبر 1982. حيث أن نصيحة المستشار الماي الشهير “جو جرانفيل” لمتابعيه أدت الى انعكاس صفقته بمكز تداول شراء، حيث تحرك الكثير من الناس ضد السوق، وخسر حساب تداول بالكامل تقريبًا في أقل من أسبوع. وعندما سُئل عما إذا كان هذا الحدث قد أثر على ثقته بنفسه، رد بيل ببساطة إنه نظر لذلك بأنه “خطأ كبير”. ولكنه كان دائمًا واثقًا من نفسه كمتداول وظل على هذا النحو وشحذ مهاراته مما قاده إلى وظيفته في الشركة الاستثمار الكبيرة Salomon Brothers.
عمله في Salomon Brothers
تم تعيين بيل في Salomon Brothers في عام 1982، وهو بنك استثماري في وول ستريت. وهذا هو المكان الذي أسس فيه بيل إرثه. ربما لاحظت أن ذلك كان قبل أن يخسر حصته في التداول الشخصي. حيث أثر ذلك على بيل بشكل دائم. وتعهد بعدم تداول أمواله الخاصة في حين كان يتداول أموال الآخرين باحتراف في نفس الوقت.
كان لدى Salomon Brothers فلسفتها الخاصة بها. فقد جلبت متداوليها من الصفر وعلمتهم كيفية النجاح. على الرغم من ذلك يبدو غريبا، فقد فعلوا الشيء نفسه عندما قاموا بإضافة قسم الصرف الأجنبي. فبينما توقع معظم الناس أنهم سيوظفون شخصًا خبيرًا في تداول العملات من خارج الشركة. إلا أنهم قاموا باختيار أحد الأشخاص الأعلى مرتبة من قسم التحكيم في السندات ليرأس قسم العملات الأجنبية الجديد بدلا من ذلك، على الرغم من كونه جاهلاً تمامًا تجاه العملات الأجنبية.
وهو أمر سيكون هدية لليبشوتز. حيث تمهدت له الأمور حتى يقوم بالانخراط في قسم جديد كان يعرف الكثير عنه. وكان بيل أيضًا الشخص الوحيد الذي لديه خبرة في “الخيارات”، والتي كانت قد بدأت لتوها في الظهور على نطاق واسع في عالم التداول.
بيل ليبشوتز و آندي كريجر
تتعلق إحدى قصصه مع سالمون براذرز بمشاركته لأندي كريجر. حيث أمضى بيل وآندي يومًا على خطوط الهاتف الدولية بينما كان آندي مريضًا، وتمكنا من تحقيق ربح بـ 6 ملايين دولار في تداول الدولار النيوزيلندي. والذي كان رقماً أكبر من ربع أرباحهم السنوية في ذلك الوقت. كما أنهم باعوا دولارات نيوزيلندية بأكثر من حجم المعروض النقدي الفعلي للعملة النيوزيلندية.
وفي قصة أخرى من قصص بيل المفضلة في عام 1987. قام بيل باتخاذ مركز بيع و مركز شراء في الوقت نفسه وهي استراتيجية تعرف باسم نداء السبيريد. ويكون ربحها محدود لكل عقد، ولكن في حال سارت الأمور على نحو سليم فانها ستحقق ربحًا كبيرًا. كان يعلم أيضًا أن أحد كبار صانعي السوق متواجد على الجانب الآخر من هذه الصفقة. كان السوق وقتها قريبًا من الاغلاق بيوم الجمعة، وكان السعر يقف عند مستوى ترك كلا الجانبين غير متأكدين مما إذا كان عليهم التحوط أو أن على الطرف الاخر القيام بذلك. وفي حال اكتشف أي من الطرفين ما فعله الآخر، فسيكون هو الطرف المستفيد من هذه الصفقة. ويسرد بيل تفاصيل نهاية القصة بهذه الطريقة:
“لو تمكن هو من معرفة ما فعلته، فربما قد يقوم بحيلة ما واللعب في السوق. وكما تبيّن، لم أقم بالتحوط، وكنت في المنتصف. لو كان يعلم ذلك، لكان بإمكانه الذهاب إلى نيوزيلندا ودفع السوق ضدي، حيث أنها أول سوق يفتح بين البنوك. ومن خلال اخبارهم بأنهم قاموا بمد يدهم لبيع الين بعد ظهر يوم الجمعة، سمحت له بالاعتقاد أنني قد اكتشفت مراكز تداولاتهم – وهو المركز الذي اتخذته – وقمت بالتحوط ضده. على أي حال، كانت هناك بعض الأخبار خلال عطلة نهاية الأسبوع، وانفتح الدولار على انخفاض حاد مقابل الين. وبذلك قد انتهى الأمر في الواقع إلى زيادة أرباحي بشكل كبير على الضفقة.
لقد ربحنا مبلغًا تافهًا تمامًا، وهو رقم مثل 20 مليون دولار. ومع ذلك، فإن الشيء الذي كان رائعًا جدًا في الصفقة لم يكن المال بل لعبة الشطرنج الذهنية في ظهر يوم الجمعة وكل الحيّل في المناورة ذهابًا وإيابًا. وقد كان الناس يتصلون بمكتبي طوال بعد ظهر الجمعة ليسألونا عما يحدث بيننا وبين الشركة الأخرى. ولم يكن هناك أي شيء آخر يحدث في السوق. كانت هذه أكبر المراكز في السوق بمقدار مئة ضعف في ذلك اليوم “.
–من كتاب The New Market Wizards
ليبشوتز يستقل بنفسه
في عام 1990 غادر بيل Salomon Brothers، حيث كان آخر منصب يشغله هو رئيس مجموعة خيارات FX العالمية و مدير مكتب تداول الفوركس ببورصة نيويورك. ويقال أنه حقق أكثر من 300 مليون دولار خلال سنوات عمله لصالح Salomon Brothers. وتقاعد لفترة قصيرة بعد مغادرته ثم عاد إلى السوق في عام 1995 مع شركته الخاصة Hathersage Capital Management.