Earn2Trade Blog
روتين التداول

كيفية إدارة وتحسين روتينك في التداول

آخر تحديث في مايو 21, 2024

التداول بطبيعته هو مشروع حيوي ومتقلب جدًا. وبالتالي، عند عدم وجود روتين أو نظام تداول مناسب، سيكون من السهل أن تصاب بالإرهاق.

يعمل جدول التداول على تعزيز انضباطك وتحسين عملية صنع القرار لديك. كما أنه يضع الأساس لوقت وكيفية التداول، مما يقلل بشكل كبير من إمكانية اتخاذ قرارات تداول متسرعة ومتهورة.

تستعرض هذه المقالة المكونات الأساسية لروتين التداول الناجح وكيفية تحسين جدول التداول الخاص بك لتحقيق النجاح.

_earn2trade_arabic_Dark_AR

أساسات روتين التداول المثالي

في البداية، يجب أن لا نهمل حقيقة أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع عند الحديث عن إنشاء روتين تداول مثالي. حيث أن لكل متداول خصائصه وموارده الفريدة (رأس المال، والخبرة، وما إلى ذلك)، والأهداف، وأسلوب التداول، والرغبة في المخاطرة. لهذا السبب توجد الحاجة إلى تأسيس نهج فردي بهدف تطوير جدول وروتين تداول مثالي.

على سبيل المثال، قد يحتاج المتداول بدوام جزئي أو من لديه وقت محدود إلى التركيز على الفرص الصغيرة المتاحة خلال جلسات السوق أو الاستفادة من استراتيجيات التداول الآلي. في حين أن المتداول بدوام كامل لديه مرونة تتيح له الانخراط في التحليل المستمر للسوق وتنفيذ الصفقات طوال اليوم (أو حتى قبل وبعد إغلاق السوق).

مع ذلك، يوجد عدد من العوامل الحاسمة التي تدخل في تشكيل روتين التداول المثالي. والتي تشمل ما يلي:

وضع أهداف وغايات واضحة

الخطوة الأولى في بناء روتين تداول فعال هي وضع أهداف وغايات واضحة وقابلة للتحقيق. حيث سيوفر لك تحديد أهدافك من التداول القدرة على مواءمة روتينك مع النتائج المرجوة، وبالتالي سيمحنك مسارًا منهجيًا واضحًا نحو تحقيقها.

تأكد من إنشاء أهداف ذكية وفقًا لمعيار SMART (محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وواقعية، ومعقولة الفترة الزمنية). يمكنك معرفة المزيد عن الطريقة العملية في مقالتنا المخصصة.

اختيار ساعات التداول المناسبة

التعرف على الساعات التي يتم فيها تداول الأدوات المالية والبورصات المختلفة هو جانب مهم جدًا لأجل روتيننا. وبالنظر إلى الجداول الزمنية المختلفة للأسواق المالية المتنوعة، فإن معرفتك بساعات التداول هو أمر ضروري لتحسين روتين التداول الخاص بك وزيادة السيولة لديك إلى أقصى حد. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأسواق تكون مفتوحة على مدار 24 ساعة في اليوم، مما سيوفر لك فرص تداول مستمرة.

لنأخذ بورصة نيويورك (NYSE)، على سبيل المثال، والتي تعمل من الساعة 9:30 صباحًا إلى الساعة 4:00 مساءً بالتوقيت الشرقي (ET) خلال أيام الأسبوع. وبالمثل، تعمل بورصة لندن (LSE) من الساعة 8:00 صباحًا إلى الساعة 4:30 مساءً بتوقيت غرينتش.

تذكر أيضًا أنه ليست جميع الأسواق ملتزمة بساعات العمل الاعتيادية. على سبيل المثال، توفر أسواق الفوركس والعقود الآجلة فرص تداول على مدار 24 ساعة، مما يتيح للمتداولين الانخراط في الأسواق العالمية بعد ساعات التداول المعتادة.

احرص عند اختيار وقت التداول المناسب على مراعاة العوامل التالية:

السيولة ونشاط السوق

من المهم أيضًا فهم فترات نشاط السوق المرتفع والمنخفض خلال جلسة التداول. على سبيل المثال، يشهد سوق الفوركس أكبر قدر من النشاط خلال الفترات المتداخلة لجلسات لندن ونيويورك، مما يجعل هذه الفترة الزمنية المحددة مربحة أكثر في التداول.

فك تشفير جلسات التداول

من المهم أيضًا فهم فترات نشاط السوق المرتفع والمنخفض خلال جلسة التداول. بشكل عام، يرتفع نشاط السوق وتقلباته في بداية ونهاية جلسة التداول، في حين تكون أحجام التداول أقل في وسط يوم التداول. الاستفادة من هذه التوقيتات الاستراتيجية في بناء صفقاتك وفقًا لأنماط النشاط هذه سيساهم في تحسين عوائدك.

الموازنة بين التداول والحياة الشخصية

يجب ألا يحتكر روتين التداول حياتك؛ بل أن يكون مندمجًا بسهولة في نمط حياتك الحالي. وتضمن لك هذه الاستراتيجية تخصيص وقت كافٍ للاسترخاء والأنشطة الشخصية، والتي تعد حيوية لحياة متوازنة وصحية.

يتطلب التداول مستوى عالٍ من التركيز وغالبًا ما يكون مجهدًا للعقل. وقد ينتج عن الدخول في التداول بعد يوم عمل مرهق إلى تأثر أدائك بالتعب والتسبب في فقدان الدافع والإرهاق في نهاية المطاف وبالتالي أداء تداول دون المستوى. من الضروري تخصيص وقت للتجديد وممارسة الهوايات وقضاء بعض الوقت مع أحبائك للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة.

تذكر أن العقل المرتاح أكثر يقظة وتركيزًا وتحضيرًا من أجل مواجهة تحديات التداول. وتساعد أنشطة الاسترخاء بعيدًا عن التداول على تخفيف التوتر والضغط على المتداول وحفظ صحته العقلية.

التحضير لجلسة التداول

بغض النظر عن مستوى الخبرة، يجب أن يكون لدى كل متداول روتين ما قبل التداول ليكون مستعدًا بشكل جيد لما هو آتٍ خلال تداوله. وفي حين أن اختيار الأنشطة، قد تعتمد نوعًا ما على تفضيلاتك الشخصية، إلا أن هناك العديد من الخطوات الاستراتيجية التي تستحق النظر فيها:

أبحاث السوق

قبل افتتاح السوق، قم بإجراء مراجعة شاملة لظروف السوق والأخبار الجديدة. ضع في اعتبارك العوامل المتعددة مثل تغيرات الأسعار بين عشية وضحاها أو الإعلانات التي اقترب وقت اصدارها أو التحولات في المناخ الاقتصادي الأوسع. بهذه الطريقة، ستكون على الأغلب أكثر استعدادًا مع تزودك برؤى قيمة وقابلة للتنفيذ حول معنويات السوق الحالية. ونتيجة لذلك، ستتمكن من تحديد محركات السوق المحتملة لهذا اليوم بسهولة أكبر.

مواكبة أخبار السوق والأحداث الاقتصادية

ابق على اطلاع بأخبار السوق والأحداث الاقتصادية ذات الصلة. يمكن أن تؤدي الأحداث الإخبارية الكبيرة إلى حدوث تحركات كبيرة في السوق، حيث أن التقارير الاقتصادية غالبًا ما تؤثر على قطاعات محددة ويمكن أن تكشف عن فرص التداول. تتيح لك هذه المعلومات توقع ردود الفعل المحتملة للسوق واتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة.

إجراء تحليل لمخططات الأسعار واتجاهات السوق

التحليل الفني هو جزء لا يتجزأ من عملية الكشف عن فرص التداول. خصص بعض الوقت للتعمق في مخططات الأسعار واتجاهات السوق قبل بدء الجلسة.

سيساعدك هذا على تحديد مستويات الدعم والمقاومة بشكل أفضل، وبالتالي في تحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة. نتيجة لذلك، ستتمكن بمجرد أن يتم افتتاح التداول من اتخاذ قرارات التداول في الوقت المناسب.

قم بتحديث قائمة المتابعة وشاشة فرص التداول المحتملة لديك

احرص على تحديث قائمة المتابعة الخاصة بك بناءً على نتائج تحليلاتك وبحثك. قم بتضمين الأوراق المالية التي تظهر علامات واعدة ويمكن أن تكشف عن فرص تداول محتملة مربحة.

الاستفادة من استخدم أدوات الفحص أو الفلاتر لتصفية الأسهم أو الأدوات المالية الأخرى بناءً على معايير محددة مثل السعر أو الحجم.

تساعد هذه العملية في التركيز على الأصول التي تتوافق مع استراتيجيات وأهداف التداول الخاصة بك.

التكيف مع جلسة التداول

عند بدء جلسة التداول، تحتاج إلى المحافظة على بقائك منتبهًا وقابلًا للتكيف مع ظروف السوق المتقلبة. وبالنظر إلى أن الأسواق لا تتوقف عن التغيّر، تأكد من بإمكانك ضبط نهجك في التداول بناءً على أحدث التطورات.

فيما يلي بعض الاعتبارات الرئيسية لمساعدتك في هذه العملية:

الحفاظ على الهدوء

عند فتح السوق وانطلاق تحركات الأسعار، سيكون من الطبيعي جدًا أن تستثار مشاعرك. هذا هو الوقت الأكثر أهمية للحفاظ على الهدوء والالتزام بالتحليل وخطة التداول التي قمت بصياغتها أثناء التحضير لما قبل جلسة التداول. غالبًا ما تؤدي القرارات العاطفية والاندفاعية إلى نتائج غير مرغوب بها، ولهذا السبب، فإن الحفاظ على انضباطك في السوق جانب شديد الأهمية.

الحفاظ على التركيز

الحفاظ على التركيز ركن أساسي من أجل تداول فعال وناجح. حاول تكريس اهتمامك الكامل إلى السوق بدلاً من الخوص في الكثير من المهام المتعددة. حفاظك على التركيز، سيمكنك من مراقبة حركة السعر وتتبع المؤشرات والاستجابة لتطورات السوق بشكل فوري.

تنفيذ التداول بطريقة منظمة

إنشاء عملية منظمة لتنفيذ الصفقات. هذا يشمل التحقق من قائمة المتابعة لديك باستمرار، وتحليل مخططات الأسعار، وتحديد نقاط الدخول والخروج، وإجراء الصفقات. يساعد الاتساق في هذه العملية على حفظ الوضوح وتجنب تشتيت الانتباه بسبب تقلبات السوق قصيرة الأجل.

التكيف مع تغيرات السوق

في حين أن التزامك بخطة التداول هو أمر شديد الأهمية، لكن بقائك مرنًا هو أمر لا يقل أهمية. يمكن أن تتحول الأسواق المالية بسرعة، وعندها فإن قدرتك على مواءمة استراتيجياتك، استجابة لهذه التغييرات، ستحدد الفرق بين الربح والخسارة.

الإلتزام بإدارة المخاطر

لا تهمل أبدًا تنفيذ استراتيجيات إدارة المخاطر الخاصة بك. قم بتعيين إيقاف الخسارة للحد من تحركات السوق غير المواتية وتجنب تعريض نفسك لمخاطر تزيد عن الجزء المحدد مسبقًا من رأس مال التداول الخاص بك للصفقة الواحدة.

التزم بمراجعة أدائك فيما بعد يوم التداول

كمتداول، تمتد واجباتك اليومية إلى ما بعد جرس إغلاق جلسة التداول. مراجعتك فيما بعد يوم التداول وتقييم نتائج تداولك وأدائك لتحديد مجالات التحسين هو أمرًا ضروريًا لتحقيق النجاح المستدام على المدى الطويل.

تشمل الجوانب الرئيسية التي يجب مراعاتها أثناء مراجعة ما بعد يوم التداول ما يلي:

  • تقييم نتائج وأداء الصفقات — راجع نتائج صفقاتك، الناجحة منها وغير الناجحة. قم بتقييم قراراتك، وظروف السوق المهيمنة، وتأثير هذه العوامل على نتيجة الصفقة المحددة. سيساعدك هذا في التعرف على أي أنماط مربحة، وسيجنبك الوقوع في تكرار الأخطاء.
  • تحديد مجالات التحسين — كمتداول، هناك دائمًا مجال للنمو. تعلم كيفية تحديد المجالات التي يمكنك فيها تحسين مهاراتك في التداول، مثل اختيار الصفقة أو التوقيت أو إدارة المخاطر أو التحليل الفني.
  • التفكير في الجوانب العاطفية والنفسية — التداول هو تمرين نفسي بقدر ما هو تمرين تقني. راجع حالتك العاطفية خلال يوم التداول. هل كنت منضبطًا؟ هل أثرت عواطفك على قراراتك؟ سيساعدك فهم هذه الجوانب على تحسين مرونتك العقلية في جلسات التداول المستقبلية.
  • تسجيل يوميات التداول — يساعد الاحتفاظ بسجل يوميات تداول على حفظ ملاحظاتك وتوفير أساس لتحديد الرؤى وتعلم الدروس. سيمكنك هذا من تتبع تقدمك، وتحديد الأنماط المختلفة في نشاطك، وتطوير جدول تداول أفضل بمرور الوقت.

نصائح لروتين تداول ناجح من خارج عالم التداول

يتطلب كونك متداولًا بارعًا ما هو أكثر من مجرد مهارات فنية ومعرفة بالسوق. توجد العديد من العادات والممارسات من خارج التداول تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل روتين تداول فعال، بما في ذلك:

1. إدارة العواطف والتوتر

غالبًا ما يكون التداول مسعًى عالي التوتر. لذلك، فإن تعلم استراتيجيات فعالة لإدارة العواطف والتعامل مع التوتر يمكن أن يعزز بشكل كبير من أدائك في التداول ورفاهك العقلي العام.

سواء كان هذا من خلال النزهات في الحديقة، أو التأمل، أو مجرد الاسترخاء مع القراءة الهادفة، الحصول على وقت للاسترخاء وتخفيف الضغوط عن عقلك هو أمر شديد الأهمية.

2. الانخراط في عادات صحية

تلعب صحتك البدنية دورًا محوريًا في أدائك العقلي. يمكن أن تزيد التمارين المنتظمة والتأمل من تركيزك ووظيفتك المعرفية بشكل عام. وفي الوقت نفسه، فإن الحفاظ على نظام غذائي متوازن يضمن حصولك على الطاقة اللازمة لأجل تداول عالي الكفاءة.

3. تصور يوم التداول

ابدأ يومك من خلال تصور سيناريوهات التداول المحتملة عقليًا. يمكن لهذه الممارسة أن تهيئ عقلك لأنشطة التداول اليومية وتعزز استعدادك لحالات السوق المختلفة.

4. التدرب على سيناريوهات التداول المحتملة

يمكن أن يؤدي استخدام تقنيات التدريب الذهني إلى تعزيز أدائك في التداول بشكل كبير. قبل بداية يوم التداول، خذ لحظة للتفكير في الصورة العقلية لديك حول جلسة التداول الناجحة. تخيل نفسك تنفذ الصفقات ببراعة وتحقق النتائج المرجوة. تساعد هذه التمارين على تهيئة عقلك للنجاح ورفع ثقتك بنفسك أثناء التداول.

5. التعلم والتطوير المستمر

يتميز المتداولون الناجحون بعقلية التعلم المستمر والتكيف. وبالنظر إلى أن الأسواق المالية تتسم بالحيوية، فإن مواكبة الاتجاهات والاستراتيجيات وأدوات التداول الجديدة أمر بالغ الأهمية. قم بتحديث معرفتك ومهاراتك باستمرار من خلال قراءة كتب التداول أو حضور الندوات أو الانخراط في مجتمعات التداول عبر الإنترنت.

الخلاصة

وجود روتين التداول المنظم والمدروس بعناية هو مطلب ضروري لنجاحك كمتداول. حيث سيمكّنك من البقاء منظمًا ومنضبطًا ومركزًا في بيئة السوق التي تكون فوضوية في كثير من الأحيان.

مع ذلك، ستتوقف استفادتك من فوائد روتين التداول الناجح على تنفيذه بشكل صحيح ومنضبط. ضع في اعتبارك أن الانضباط والاتساق يشكلان حجر الزاوية في التداول الناجح.

لذلك، إذا كنت ترغب في تمهيد الطريق لتحقيق ربحية مستدامة على المدى الطويل، فابدأ بإعداد روتين تداول جيد.