آخر تحديث في أبريل 16, 2021
إن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه المتداول المبتدئ هو الشعور بالثقة الزائدة بمجرد تحقيق ربح كبير من صفقةٍ واحدة. لأنه في كثير من الحالات، يكون هذا قد حدث بسبب الحظ أكثر مما هو بفعل مهاراتٍ حقيقية. إن أفضل المتداولين والمستثمرين ومديري الصناديق في جميع أنحاء العالم هم الذين يتمكنون من تحقيق عوائد ثابتة. وهذا هو السبب في أن كل محترف تسأله سيخبرك أنه من المهم جدًا تحقيق مكاسب صغيرة باستمرار بدلاً من تحقيق ربحٍ كبيرٍ مرة واحدة ونادرًا. لتنمية هذه الفلسفة لدى المتداولين، يستخدم برنامج التحدي المكثف ™ ما يسمى بقاعدة “الحفاظ على الاتساق”. وإليك ما تنص عليه هذه القاعدة وسبب أهميتها.
ما هي قاعدة الحفاظ على الاتساق؟
تنص قاعدة “الحفاظ على الاتساق” على أنه لا يمكن أن يمثل يوم تداول واحد نسبة 30٪ أو أكثرمن إجمالي الربح والخسارة (PnL) لديك خلال فترة اختبارك.
هذا يعني أن القاعدة تضمن لك تحقيق نتائج متسقة، بدلاً من عددٍ قليلٍ من الصفقات الضخمة. وتعمل بهذه الطريقة على تقليل عامل “الحظ” في نشاط التداول الخاص بك.
بدأ تطبيق قاعدة “الحفاظ على الاتساق” في محاولات اختبار برنامج التحدي المكثف ™ من 1 أبريل 2020. تنطبق القاعدة على كل من عمليات إعادة التعيين والتقييمات الجديدة.
مواضيع أخرى قد تعجبك:
- سيولة السوق – كيف تؤثر على أدائك في التداول؟
- استراتيجيات تداول التقاطع الذهبي و تقاطع الموت وكيفية الاستفادة منها
كيفية عمل قاعدة الحفاظ على الاتساق
تعتمد قاعدة “الحفاظ على الاتساق” على حساب إجمالي الربح والخسارة (PnL) لديك بالإضافة إلى إجمالي ربح حساب التحدي المكثف™ الخاص بك. تنص القاعدة على أنه لن يُسمح لك باجتياز الاختبار إذا كان حساب PnL لديك ليوم واحد يمثل أكثر من 30٪ من إجمالي أرباحك. يتم أخذ الحساب اليومي في الاعتبار بغض النظر عما إذا كان رصيد الحساب الجاري أقل أو أعلى من الرصيد الأساسي.
مثال
لنفرض أنك اشتركت في برنامج التحدي المكثف ™ الذي تبلغ قيمته 100,000 دولار، وبذلك يساوي إجمالي أرباحك 10,000 دولار. ولكنك قد حققت 3500 دولار من هذا الربح في يوم تداول واحد. يمثل هذا المبلغ 35٪ من إجمالي أرباحك، وهو ما يتجاوز الحد الأقصى المسموح به وهو 30٪.
ولكن هذا لا يعني أنك فشلت في تقييمك. كل ما في الأمر أنك ستحتاج إلى مواصلة التداول حتى تزيد إجمالي الربح لديك. ستؤدي زيادة إجمالي أرباحك إلى خفض النسبة المئوية لحصة الربح التي يمثلها يوم تداول واحد بقيمة 3500 دولار. مما يجعل أداءك العام أكثر اتساقًا ويقربك من النسبة المطلوبة وهي 30٪. سيتعين عليك الاستمرار في التداول حتى لا يكون هناك يوم يمثل فيه إجمالي الربح والخسارة (PnL) أكثر من 30٪ من إجمالي أرباحك.
ما أهمية هذه القاعدة؟
الحقيقة البسيطة هي أن قاعدة “الحفاظ على الاتساق” مهمة لأنها تساعدك على أن تصبح متداولًا أفضل.
على الرغم من أن الأسواق المالية تتحرك في دورات، إلا أنه لا دورةَ مماثلةٌ للدورة السابقة. حيث تتغير ديناميكيات السوق، مما يجعلُ قواعدَ التداولِ فريدةً وصعبة التكرار بمرور الوقت. إن أفضل طريقة للتنقل في بيئة السوق المتغيرة هي من خلال بناء استراتيجية تداول سليمة تفلح في كثير من الأحيان.
تم تصميم قاعدة “الحفاظ على الاتساق” لإعطاء الأولوية للأداء المتسق على الأرباح غير المتكررة. وتهدف إلى منحك الانضباط والاستعداد لاتباع خطة تداول والبقاء على المسار الصحيح من خلال الالتزام بالقواعد المحددة مسبقًا.
كما تساعد القاعدة في تقليل عنصر المضاربة في أسلوب التداول الخاص بك. وتتيح لك بناء عادات تضمن نجاحك على المدى الطويل. وذلك من خلال وضع حد أقصى لمدى تأثير الصفقات غير المتكررة على إجمالي أرباحك. الأمر الذي يقلل من دور الحظ في أداء التداول لديك بشكل عام.
كيف تؤثر القاعدة على المتداولين؟
هذا مهم بشكل خاص للمتداولين المبتدئين الذين قد يقعون في كثير من الأحيان في فخ الثقة المفرطة. اعتقد العديد من المتداولين في مرحلةٍ ما أنهم تمكنوا بطريقة أو بأخرى من اختراق الأسواق المالية فقط لأنهم حققوا ربحًا كبيرًا من صفقة واحدة.
ولكن الحقيقة هي أن الأرباح الكبيرة غير المتكررة غالبًا ما تكون مسألة حظ وليست مهارة، لأن الزخم أو الفرص التي أدت إلى ظهورها قد لا تتكرر أبدًا. هذا يعني أن الاعتماد على نفس فلسفة التداول ليس قابلاً للتطبيق إذا كنت تريد أن تصبح متداولاً ناجحًا. إلى جانب ذلك، أثبت تحقيق عوائد صغيرة باستمرار على المدى الطويل أنه مربح أكثر بكثير من الفوز في صفقة فردية واحدة.
إذا نظرت إلى كبار المجال، فسترى أن معظمهم يتمتعون بسمعة طيبة لتحقيقهم أرباح باستمرار، ليس فقط لعدد قليل من الصفقات المربحة. كانت استثمارات وارن بافيت وأموال جيم سيمونز ولا زالت تحقق أرباحًا على مر العصور.
في المقابل، جون بولسون، فإن مدير صندوق التحوط الذي جنى 15 مليار دولار من الرهون العقارية المحفوفة بالمخاطر خلال الأزمة المالية، ومصدر إلهام “أعظم صفقة على الإطلاق”، لم يتمكن أبدًا من تجاوز أو تكرار أدائه السابق. في الواقع، كان لديه خسائر فادحة في العديد من الصفقات في وقت لاحق من حياته المهنية.
كيفية الحفاظ على الاتساق
للحفاظ على الاتساق، أنت بحاجة إلى خطة تداول سليمة. تعني خطة التداول السليمة استراتيجية يتم اختبارها وضبطها للعمل في السوق المفضل لديك. وعليك تكييفها مع أسلوب التداول الخاص بك وتفاصيل الأصل. يجب أن يتم اختبارها على مدار الوقت للتأكد من قدرتها على الأداء في ظل ظروف مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، فهي يحتاج إلى توظيف أدوات إدارة المخاطر المناسبة للسماح لك بتقليل الخسائر والخروج من السوق بمجرد أن ينقلب ضدك.
من ناحية أخرى، فإن خطة التداول السليمة ليست حلاً شاملاً يمكنك تطبيقه بالمثل عند تداول السندات والأسهم والعقود الآجلة وصناديق الاستثمار المتداولة والعملات الأجنبية. يجب أن تعلم أنها لا تضمن أداءً بنسبة 100٪ في كل مرة. ستخسر المال حتمًا في بعض المواقف.
ولكن المهم هو التأكد من أنك فعلت كل شيء بشكل صحيح عند بناء استراتيجيتك، ولا تدع العواطف تقف في طريقك. تأكد من الالتزام بخطة التداول الخاصة بك بغض النظر عن الانحرافات التي تواجهها.
على سبيل المثال، الشيء الأول الذي يجب تجنبه هو القفز في صفقة ذات ربح مرتفع لحظة ظهورها إذا كانت تتعارض مع خطة التداول الخاصة بك. إذا كنت ترغب في الحفاظ على الاتساق، فتأكد من التفكير مرتين عند مواجهة مثل هذه الفرصة المغرية. حتى لو فعلت واتضح أنك محظوظ، فإنك ستفشل على المدى الطويل دون التحلي بالانضباط. إن ضرب استراتيجية إدارة المخاطر الخاصة بك عرض الحائط يجعلك عرضة لخسائر فادحة.
هناك طريقة رائعة للحفاظ على الاتساق وهي الاحتفاظ بدفتر يوميات تداول يحتوي على سجلات لتداولاتك وعواطفك عند الخسارة والفوز. بهذه الطريقة، يمكنك تحليل أدائك السابق والظروف المحيطة بإعدادات تداول معينة. كما سيساعدك ذلك على اتخاذ قرارات أكثر استنارة في المستقبل.
هل يجب عليك اتباع هذه القاعدة بعد الحصول على التمويل؟
لا يتعين عليك اتباع القاعدة بعد الحصول على التمويل. يجب عليك الالتزام بها فقط خلال فترة التقييم.
ومع ذلك، إذا كنت تهدف إلى تحقيق الاتساق طوال حياتك المهنية، فإن اعتماد قاعدة الحفاظ على الاتساق كمبدأ أساسي يمكن أن يساعدك على التطور ويجعل منك متداولًا أفضل.