آخر تحديث في أبريل 25, 2024
التحليل على أطر زمنية متعددة هو نهج تداول منتشر جدًا. إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة، فإنه يمكّنك من تقييم أداء السوق عبر فترات زمنية مختلفة، مما يساعد في تحديد نقاط الدخول أو الخروج الأنسب.
في هذه المقالة، سنتعمق في التحليل على أطر زمنية متعددة، ونستكشف أهميتها وكيف يمكن أن توفر ميزة تنافسية في السوق. على وجه التحديد، سنلقي نظرة على:
ما هو الإطار الزمني؟
في التداول، يشير الإطار الزمني إلى الفترة المحددة التي يمثلها شمعة واحدة أو شريط واحد على الرسم البياني للأسعار. هذا الإطار الزمني يمكن أن يتراوح بين دقيقة واحدة إلى شهر واحد أو أكثر.
يعرض كل شريط أو شمعة على الرسم البياني للأسعار معلومات حول تحركات الأسعار — مثل أسعار الافتتاح والإغلاق وأعلى سعر وأدنى سعر — ضمن هذا الإطار الزمني المحدد. على سبيل المثال، على الرسم البياني بإطار زمني ساعة واحدة، يرمز كل شريط أو شمعة إلى أداء السعر في ساعة واحدة. ونفس الشيء ينطبق على المخطط اليومي، حيث تمثل كل شمعة أو شريط يومًا كاملاً من نشاط التداول.
تلعب الأطر الزمنية دورًا حاسمًا في تحليلات بيانات الأسعار التاريخية للأوراق المالية، مما يكشف عن أنماط واتجاهات السوق المختلفة.
على سبيل المثال، توفر الأطر الزمنية الأقصر مثل مخططات واحد دقيقة (1M) أو مخططات 5 دقائق (5M) عرضًا تفصيليًا لتقلبات الأسعار في غضون فترة قصيرة، مما يجعلها مثالية للمتداولين اليوميين والمضاربين الذين يسعون إلى اغتنام الفرص قصيرة الأجل على وجه السرعة.
في المقابل، توفر الأطر الزمنية الأطول مثل المخططات اليومية (D1) أو الأسبوعية (W1) منظورًا أكثر شمولاً. وهي خيار مثالي للمستثمرين على المدى الطويل ومتداولي المراكز الذين يتطلعون إلى الاستفادة من اتجاهات السوق الأكبر.
أنواع الأطر الزمنية
يتم تصنيف الأطر الزمنية للتداول بشكل عام إلى ثلاثة أنواع — طويلة الأجل ومتوسطة الأجل وقصيرة الأجل. يلبي كل نوع أسلوب تداول محدد ويقدم رؤى فريدة حول السوق.
الإطار الزمني طويل الأجل
ويغطي فترات زمنية أكبر، تتراوح عادة من عدة أشهر إلى سنوات. عادة ما يكون المتداولون الذين يركزون على هذا الإطار الزمني أقل اهتمامًا بتقلبات السوق قصيرة الأجل. وبدلاً من ذلك، فإنها تعطي الأولوية للاتجاهات المستقرة وعوامل الاقتصاد الكلي.
الميزة في التحليل طويل الأجل تتمثل في تصفية ضوضاء السوق قصيرة الأجل، وهذا بدوره سيساهم في توفير صورة أوضح لاتجاه السوق. ومع ذلك، من الضروري أن تضع في اعتبارك أن الحفاظ على المراكز مفتوحة لفترة طويلة قد يعرض المتداولين لتقلبات السوق المتزايدة.
الإطار الزمني متوسط الأجل
وتتضمن أطر زمنية بفترات زمنية متوسطة تتراوح عادة من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر. وتتيح للمتداولين تحديد تحركات الأسعار الرئيسية والحصول على مستوى معقول من التفاصيل. غالبًا ما يقوم المتداولون على المدى المتوسط بتحليل مخططات تتراوح من ساعة إلى يوم وتمتد حتى مدى أسابيع أو أشهر.
يستخدم المتداولون المتأرجحون وبعض متداولي المركز بانتظام الأطر الزمنية متوسطة الأجل بغرض الكشف عن أي تغيرات في اتجاهات السوق وتقلبات الأسعار التي قد تحدث على مدى بضعة أيام أو أسابيع.
الإطار الزمني قصير الأجل
وهو يمثل المستوى الأكثر تفصيلاً لبيانات الأسعار، يتراوح من بضع دقائق إلى بضع ساعات، ونادراً ما يتجاوز أو يزيد عن يوم واحد. يستخدمه بالدرجة الأولى المتداولون اليوميون والمضاربون اللحظيون بغرض الاستفادة من تقلبات السوق السريعة على مدار يوم التداول.
ولكن بينما يوفر التداول على المدى القصير فرصًا أكبر لتحقيق مكاسب سريعة، إلا أنه يتطلب تركيزًا متزايدًا مع إدارة مخاطر متقدمة، حيث يمكن أن تكون الأسواق شديدة التقلب عند هذا المستوى.
فهم التحليل على أطر زمنية متعددة
التحليل عبر أطر زمنية متعددة هو نهج استراتيجي في التداول يتم فيه فحص وتحليل الأداة المالية ذاتها في أطر زمنية مختلفة. ويستخدمه المتداولون لاكتساب نظرة أكثر شمولاً وفهم متعدد الطبقات لاتجاهات السوق وحركات الأسعار، وبالتالي تعزيز عملية صنع القرار لديهم.
قد يؤدي تحليل أحد الأصول في إطار زمني واحد إلى تغافل اتجاهات أو أنماط هامة قد تكون موجودة في الأطر الزمنية الأخرى. في حين أن التداول عبر أطر زمنية متعددة يوفر نظرة شاملة للسوق.
على سبيل المثال، قد يظهر مخطط الأسعار قصير الأجل اتجاهًا صعوديًا مربحًا على ما يبدو، في حين قد يكشف مخطط الأسعار طويل الأجل أن هذا مجرد ارتفاع طفيف ضمن اتجاه هبوطي أوسع. وبدون النظر إلى الصورة الأكبر، قد تقع في ارتكاب خطأ مكلف جدًا.
كما أن التحليل على عدة أطر زمنية يمكن أن يساعدك في توقيت صفقاتك بشكل أكثر فعالية. حيث أن دراسة الطريقة التي يتصرف بها الأصل في أطر زمنية مختلفة ستساعد في تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى لصفقاتك بشكل أفضل.
على سبيل المثال، سيساعد استخدام مخطط السعر طويل الأجل في تقييم الاتجاه العام للسوق، في حين أن مخطط السعر قصير الأجل يساعد في تحديد فرص تداول أكثر تحديدًا تتماشى مع الاتجاه العام.
كيفية إجراء تحليل متعدد الأطر الزمنية – الأساليب المختلفة
توجد طريقتان رئيسيتان للتداول عبر أطر زمنية متعددة — التحليل من أعلى إلى أسفل (تنازلي)، والتحليل من أسفل إلى أعلى (تصاعدي).
يبدأ النهج التنازلي بتحليل الأطر الزمنية الأطول أجلاً أولاً، مثل مخططات الأسعار الشهرية أو الأسبوعية، قبل الانتقال إلى المخططات اليومية أو النهارية. تساعد هذه الطريقة المتداولين في أخذ نظرة أكثر شمولية لاتجاه السوق الأكبر.
وبمجرد تحديد الاتجاه الأساسي، ينتقل المتداول إلى الأطر الزمنية الأصغر مثل مخططات 4 ساعات أو ساعة واحدة لتحديد نقاط التأرجح المحتملة و مستويات الدعم/المقاومة. ثم يركزون على أطر زمنية أقصر مثل مخططات 15 دقيقة أو 5 دقائق لتحديد نقاط دخول وخروج أكثر دقة.
من ناحية أخرى، يبدأ النهج التصاعدي بأطر زمنية قصيرة الأجل مثل مخططات ساعة واحدة أو يوم واحد ثم يتنقل إلى مخططات أسبوعية أو شهرية.
يستخدم المتداولون هذه الطريقة بحثًا عن فرص تداول سريعة ويتأكدون منها عن طريق النظر في اتجاهات السوق الأوسع. في هذا النهج، يبدأ المتداول بالتدقيق في تحركات الأسعار وأنماطها على المدى القصير عبر مخططات 1 دقيقة أو 5 دقائق. وبعد تحديد إشارات الدخول أو الخروج المحتملة، ينتقل المتداول إلى أطر زمنية أكبر لتقييم الاتجاه العام والسياق الذي يسير فيه السوق.
أي أسلوب هو الأفضل؟
ما بين الأسلوبين، يعتبر النهج التنازلي من أعلى إلى أسفل أفضل، لأنه يتيح للمتداولين فهم السوق أولاً من منظور كلي. وهذا بدوره يقلل من خطر التأثر بتقلبات السوق قصيرة الأجل.
دعونا الآن نلقي نظرة على كيفية تطبيق النهج التنازلي في التحليل متعدد الأطر الزمنية.
الأطر الزمنية المتوسطة والطويلة الأجل لتحديد اتجاهات السوق
تلعب هذه الأطر الزمنية دورًا حيويًا في توفير منظور أوسع للسوق قبل التركيز على التفاصيل الخاصة بالصفقة. توفر هذه الأطر الزمنية، التي تشمل مخططات السعر اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية، رؤية أكثر شمولاً لاتجاهات السوق وتحركات الأسعار.
من الأهمية بمكان تحديد اتجاه السوق المهيمن في وقت مبكر لأنه عادة ما يمارس تأثيرًا كبيرًا على حركة السعر التي تظهر في أطر زمنية أقصر.
ويمكن أن تساعد العديد من المؤشرات في تحديد هذه الاتجاهات. منها المتوسطات المتحركة على سبيل المثال، والتي تساعد في الكشف عن اتجاهات السوق طويلة الأجل. عندما يكون السعر فوق المؤشر، يشير هذا إلى اتجاه صعودي، أما عندما يكون السعر أسفل المؤشر، فإن هذا يشير إلى اتجاه هبوطي.
مؤشر متوسط الاتجاه (ADX) هو أداة أخرى مفيدة جدًا. يمكن لمؤشر ADX قياس قوة الاتجاه، وهو ما يساعد المتداولين في تحديد ما إذا كان الاتجاه قويًا بما يكفي لتبرير الصفقة.
الأطر الزمنية قصيرة الأجل لتحديد نقاط الدخول والخروج
تقدم المخططات قصيرة الأجل معلومات مفصلة حول تحركات الأسعار الأحدث وهي أكثر استجابة للتغيرات التي تحدث في ظروف السوق. وهو أمر ضروري عند تحديد مستويات الأسعار الأكثر تحديدًا لفتح أو إغلاق الصفقة.
حيث أن التداول مع اتجاه السوق السائد يعني وجود احتمال بمزيد من فرص الدخول أو الخروج المحتملة.
على سبيل المثال، إذا كان الاتجاه صعوديًا على مخطط السعر الأسبوعي، فيمكنك التبديل إلى إطار زمني أقصر، مثل مخطط السعر 15 دقيقة أو مخطط 1 ساعة، لتحديد فرص الشراء. ابحث عن أي تراجعات مؤقتة في الأسعار أو أي نمط انعكاس صعودي محتمل.
كما أن الأطر الزمنية قصيرة الأجل مفيدة أيضًا في تحديد مستويات إيقاف الخسارة وجني الأرباح. ويمكن أن يساعدك تحليل تقلبات السوق وتأرجحات الأسعار في المخططات قصيرة الأجل لتحديد النقاط المثالية لهذه الأدوات وتقليل المخاطر وتعظيم العوائد المحتملة.
مثال على استراتيجية تحليل الأطر الزمنية المتعددة
لنأخذ مثالاً عمليًا على استراتيجية التحليل متعدد الأطر الزمنية على زوج الفوركس EUR/USD. للتوضيح، سنستخدم عدة مخططات أسعار منها مخطط 1 يوم (لتحديد الاتجاه العام) ومخطط 1 ساعة (لتحديد نقاط الدخول والخروج).
لننظر أولاً في المخطط اليومي. ولنفترض أننا لاحظنا اتجاهًا صعوديًا قويًا، مع استمرار بقاء السعر فوق المتوسط المتحرك. يمكننا بعد ذلك التحقق مرة أخرى من مؤشر ADX. وفي هذه الحالة، القيمة أعلى من 25، مما يشير إلى وجود اتجاه قوي. يشير هذا السيناريو إلى سوق صاعد، وبالتالي، يجب أن نبحث عن فرص للشراء.
بعد ذلك، ننتقل إلى مخطط 1 ساعة للبحث عن نقطة دخولنا. ستلاحظ أن السعر يختبر الانخفاضات أو التصحيحات حتى عندما يكون في اتجاه صعودي. لذلك نحن ننتظر إحدى هذه القيعان المؤقتة، والتي يمكن الإشارة إليها من خلال شمعة هبوطية أو تقاطع هبوطي في المتوسط المتحرك قصير الأجل.
وبمجرد الكشف عن أيٍ من هذه القيعان، يمكننا بدء صفقة شراء، بما يتماشى مع الاتجاه الصعودي الذي لاحظناه سابقًا في المخطط اليومي. قمنا أيضًا بتعيين إيقاف الخسارة لدينا تحت قاع التأرجح الأخير على مخطط 1 ساعة للحد من الخسائر المحتملة إذا تحرك السعر عكس رغبتنا. وفي المقابل، نقوم بتعيين مستوى جني الأرباح بالقرب من مستوى القمة الأحدث أو مستوى المقاومة.
وفي هذا المثال، يمكنك أن ترى كيف يُظهر الإطار الزمني قصير الأجل تقلبًا أو “ضوضاءً” أكثر مقارنة مع الإطار الزمني طويل الأجل. ويقدم المخطط اليومي اتجاهًا صعوديًا واضحًا وثابتًا، بينما يعرض مخطط 1 ساعة تقلبات متكررة في الأسعار ضمن هذا الاتجاه. ومن خلال الجمع بين هذه الأطر الزمنية المختلفة، يمكننا مواءمة صفقاتنا مع الاتجاه العام والاستفادة من تحركات الأسعار قصيرة الأجل في تحديد نقاط دخولنا وخروجنا بشكل أفضل.
نصائح وحيل التحليل عبر الأطر الزمنية المتعددة
- تجنب الشلل أثناء التحليل: لا تسمح للمعلومات الكثيرة من أطر زمنية متعددة أن تغرقك. التزم بخطة تداول واضحة ومعايير تداول محددة مسبقًا.
- احذر من التحيزات: ابتعد عن التحيزات المعرفية، مثل التحيز التأكيدي، الذي قد يشوه تحليلك. احرص على النظر بعناية للمعلومات الموجودة في مختلف الأطر الزمنية ذات الصلة.
- اختر منصة التداول المناسبة: يجب أن تدعم منصة التداول التي تختارها التبديل بين الأطر الزمنية المتعددة وتسمح باستخدام المؤشرات الفنية المختلفة.
- ثقف نفسك: التعلم المستمر هو أساس النجاح. يمكن لكتب مثل “التحليل الفني باستخدام أطر زمنية متعددة” لمؤلفه براين شانون، و “التداول من أجل العيش: علم النفس، تكتيكات التداول، إدارة الأموال” لمؤلفه ألكسندر إلدر، أن تعزز فهمك من للتحليل عبر أطر زمنية متعددة.
الخلاصة
التحليل على أطر زمنية متعددة هو أسلوب استراتيجي قوي في التداول لأخذ نظرة شاملة حول اتجاهات السوق عن طريق فحص عدة أطر زمنية مختلفة. وهذا بدوره يساعد في تنفيذ هذه الاستراتيجية في فهم الاتجاهات طويلة الأجل وتحديد نقاط الدخول والخروج الأمثل.
ويضمن النهج التنازلي في التداول عبر أطر زمنية متعددة أن تكون قرارات التداول الخاصة بك متزامنة مع تحركات السوق الأوسع، وهو ما يعزز من فرص نجاح صفقاتك.